بدأ آلاف الطلاب الجامعيين كما كل يوم ثلاثاء بالتجمع في وسط العاصمة الجزائرية مرددين"سلمية سلمية" على الرغم من الانتشار الكثيف للشرطة التي منعتهم من الوصول إلى ساحة البريد المركزي نبض الاحتجاجات منذ 22 شباط/فبراير. وأصبحت الشرطة أكثر صرامة مع المتظاهرين في العاصمة خارج يوم الجمعة الموعد الاسبوعي للمظاهرات الحاشدة في كل أنحاء البلاد، منذ سبعة أسابيع. واستخدمت الشرطة لأول مرة الثلاثاء الماضي، الغاز المسيل للدموع لمحاولة تفريق الطلاب بينما كانت في السابق تكتفي بمراقبتها دون ان تتدخل. وردّد الطلاب شعارات "حرّروا الجزائر" و"الشعب يريد رحيل الجميع" و"يرحل الجميع وتحيا الجزائر" في وجه رموز السلطة في الجزائر، الذين لا يمكنهم قيادة المرحلة الانتقالية. ومنذ عودة الطلاب من العطلة الربيعية المطولة التي فرضتها الحكومة لمحاولة ابعادهم عن الجامعات، شهدت العديد من الكليات اضرابات عن الدراسة. وجاء الطلاب من عدة جامعات ومعاهد جزائرية. وأكدوا أنهم في إضراب يتم تجديده مع نهاية كل أسبوع بالانتخاب، من اجل المطالبة برحيل "النظام". وقالت ليندة، (20 سنة) طالبة اتصالات في جامعة العلوم والتكنولوجيا، "نريد ان نكمل ما بدأناه". وتابعت "نحن في إضراب غير محدود حتى يرحل النظام بداية من (الرئيس عبد القادر) بن صالح و(رئيس الوزراء نور الدين) بدوي الذي يرسل لنا الشرطة لمنعنا من التظاهر مع أننا سلميين". وبدورها قالت ميرة العيفة (20 سنة) طالبة في الطب، "سنواصل المسيرات حتى يتم تحديد فترة انتقالية تقودها شخصيات نظيفة". وكتب على لافتة كبيرة رفعت في التظاهرة "طلاب الجزائر يريدون حكومة انتقالية توافقية". وأعلن الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح تنظيم انتخابات رئاسية في الرابع من تموز/يوليو لاختيار خلف لعبد العزيز بوتفليقة الذي استقال في 2 نيسان/أبريل بعدما تخلى عنه الجيش إثر احتجاجات شعبية عارمة. وبالنسبة للمحتجين فإن بقاء شخصيات من النظام الذي تركه بوتفليقة بعد 20 سنة من الحكم، لا يمكن ان يضمن انتخابات رئاسية حرة وعادلة.