نؤمن يقينًا لا تخالطه الظنون.. أنه لن ترضى عنا اليهود ولا النصارى حتى نتبع ملتهم.. وأيًا تكن وجوههم فما تخفيه صدورهم أعظم.. ولن تكون حادثة نيوزلندا هي الأولى ولن تكون هي الأخيرة. عقب أحداث 11 سبتمبر ظهر على ألسنة بعض قادة الغرب ما كان مكنونًا في صدورهم من حقد تجاه الإسلام والمسلمين.. حتى استمعنا للرئيس الأمريكي يومئذ بوش الابن وهو يقول بوضوح سنشنها حربًا صليبية وهي العبارة نفسها التي تتردد في كل مناسبة وهي نفسها التي كتبها السفاح (برينتون تارانت) على السلاح المستخدم في الجريمة.. وقد بدأ كثير من الساسة في أمريكا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واستراليا وهولندا وغيرهم القدح في الإسلام وشريعته.. يحدث ذلك من حين لآخر. إنهم يرون تفوقهم العرقي وسيادتهم القائمة على الفكر العنصري البغيض، فهم يرون أنفسهم أسياداً على كل البشر من الأعراق الأخرى وهذا الاستعلاء المنحط والفكر البغيض هو ما أدى الى مفهوم الهيمنة وأدى إلى كثير من الأحداث العدائية وموجات من العنف ضد أعراق ومجموعات أخرى وكان المسلمون هم الأكثر تضررًا وهذا التوجه الخطر هو ما دعا بعض الحكومات الغربية لفرض رقابة شديدة على عدوانية هؤلاء المجرمين والمنحطين أخلاقيًا وانسانيًا وتحرم أيضًا الخطاب العدواني.. كما فعل مجرم نيوزلندا الأسترالي (بروتون تارانت) الذي خطط لجريمته الشنعاء لأكثر من سنتين وجولات مكوكية لعدد من البلدان للاستفادة من خبرات المشوهين انسانيًا أمثاله.. والتواصل عبر شبكات الانترنت.. وكم من (برنتون تارانت) في هذا المستنقع الغربي الكبير.. أفلم يؤيد عدد من قادة اليمين المتطرف المنحط عبر الإنترنت الهجوم الغادر الجبان على المصلين في مسجدي نيوزيلندا مشيرين على الجبان (تارانت) بالبطل وواصفين العنف بأنه جزء من صراع عرقي عالمي مستمر بين البيض وغيرهم من غير البيض.