رغم الفوائد اللامحدودة للتقدم التقني، فإن آفاته تحمل مخاطر جمة على جوانب حياة البشر، وفي الوقت الذي استفادت فيه البشرية من الانطلاقة الهائلة على الصعيد التكنولوجي، وتحقيقها إنجازات كانت حتى سنوات قريبة، تعد من الأحلام المستحيلة، جاءت هذه الطفرة العلمية الهائلة بأشياء لم تكن في الحسبان فقلبت الحياة رأسا على عقب، بتغييرها الأداء النمطي للبيئة، الذي اعتاده البشر منذ آلاف السنين، فلم يعد المناخ كسابقه، وصارت الأمراض أكثر فتكا، وأقل استجابة للعلاج. ولعل من القضايا الجديدة، والخطيرة في آن معا، التي يجب طرحها بقوة على طاولة التعاون البشري، تلك المتعلقة بالنفايات الإلكترونية، التي تحمل للبشر الخير والشر معا في بوتقة واحدة، وكيف لا وهي تمثل إذا أحسن استغلالها ثروات هائلة، قادرة على إغناء الجميع، أما إذا بقيت مهدرة كما هي الآن، فإنها ستكون وبلا أدنى شك، أحد أسباب ضياع صحة الإنسان، وربما هلاكه، لما تحمله من سموم، لن تستطيع الأرض تحملها طويلا، لا سيما في ظل وجود 50 مليون طن متري سنويا، من هذه النفايات في العالم حاليا، ووصول حجمها إلى 75% من إجمالي النفايات المنتشرة في أنحاء الأرض. ما هي النفايات الإلكترونية يتعين في البداية تعريف النفايات الإلكترونية، التي يطلق عليها بالإنجليزية «E-WASTE»، اختصارا لكلمة «Electronic waste»، وتعني: «المنتجات الإلكترونية التي لم تعد مطلوبة، أو القديمة»، وذلك مثل أجهزة التلفاز، والكمبيوتر، والهواتف المحمولة، والبطاريات الجافة، ومختلف الأجهزة الكهربائية الحديثة الصنع، وهي تحتوي على مواد سامة تضر بالإنسان والبيئة، عند التخلص منها بشكل عشوائي. طرق إعادة التدوير • توفير مصانع متخصصة لتدوير النفايات الالكترونية وإعادة استخدامها. • توعوية المجتمع بأضرار النفايات الإلكترونية. • استخدام أجهزة إلكترونية بمواصفات عالية الجودة وتجنب الأجهزة المقلدة قصيرة العمر الافتراضي. • الصيانة الدورية للأجهزة الإلكترونية. • وضع معايير واشتراطات للسلامة الصحية والبيئية للشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية فوائد إعادة تدوير النفايات الإلكترونية • تقليل نسب التلوث الناتجة عنها • الحفاظ على الموارد البيئية • الحفاظ على الطاقة وكمية كمية النفايات المواد القابلة للتدوير: • المصابيح الفلورسنتية (المنيوم، الزجاج، الزئبق) • البطاريات الجافة • الهواتف النقالة • التلفاز • الحاسوب المواد المستخدمة في تصنيع النفايات الإلكترونية وأخطارها: • الرصاص من أخطر المواد السامة على الجهاز العصبي والدورة الدموية للإنسان • الزئبق ويشكل خطرا على الجهاز التنفسي والدماغ وأضرار والجلد • الزرنيخ يؤدي إلى أمراض مختلفة في الجلد ويقلل سرعة التوصيل العصبي ويسبب سرطان الرئة • الكروم سداسي التكافؤ يمتصه الجسم بسهولة ويسمم الخلايا • الكادميوم يؤدي لأضرار بالغة في الرئتين ويسبب تلف الكلى النفايات الإلكترونية.. مخاطر تهدد البشر أنواع النفايات الإلكترونية: أجهزة الحاسب الآلي ومستلزماته وتوابعه مثل: • الطابعات • الكاميرات الرقمية • الماسح الضوئي • أجهزة المحمول • الأجهزة اللوحية • الأجهزة الكهربية معلومات عن النفايات الإلكترونية • تزداد كمية النفايات والمخلفات الالكترونية سنويا بنسبة 35% • أفضل طرق التخلص من النفايات الإلكترونية هو إعادة تدويرها عن طريق تفكيك مكوناتها والاستفادة من كل منها على حدة • يتم إنتاج ما يقدر ب50 مليون طن متري من النفايات الإلكترونية كل عام. • تتخلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عن 30 مليون جهاز كمبيوتر سنويًا. • يتم التخلص من 100 مليون هاتف في أوروبا كل عام. • تقدر وكالة حماية البيئة أن 15-20٪ فقط من النفايات الإلكترونية يعاد تدويرها • العقد المقبل سترتفع نسبة النفايات الإلكترونية لتصل إلى 500 % في بعض البلدان، مثل الهند. • 75 % من النفايات السامة الموجودة في العالم، هي نفايات الكترونية • تعد سويسرا وألمانيا من أبرز الدول الرائدة في مجال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية • قامت اليابان بصناعة وإنتاج أكثر من60 % من أجهزتها الكهربائية الجديدة من النفايات الإلكترونية تحديات خطيرة «المدينة» التقت الناشطة الاجتماعية الإماراتية، حبيبة حسن المرعشي، مؤسسة والرئيسة التنفيذية ل»الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات»، بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي واحدة من رواد العمل التطوعي الاجتماعي في مجال البيئة، التي أكدت أن العالم يواجه حاليا تحديات خطيرة قادرة على تهديدات البشرية، لتأثيرها الهائل على البيئة، والموارد الطبيعية التي تمد الإنسان بالحياة. وقالت ل»المدينة»: «دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، أصبحت في أمس الحاجة لترسيخ مفاهيم التعامل مع المتغيرات على الساحتين الإقليمية والعالمية، لا سيما في ظل ندرة الموارد، مقابل النمو الهائل للعنصر البشري، الأمر الذي يجب على المؤسسات التعامل معه، وبحث كيفية الاستفادة من مخلفات نشاط هذه الأعداد الضخمة من البشر، وتدويرها لتحقيق عوائد مالية من جهة، وتقليص الأضرار من جهة ثانية». التدوير هو الحل وحذرت الناشطة البيئية، حبيبة المرعشي من التلوث والنفايات، وقالت: إن تنمية أعمال تدوير النفايات، تعتبر من المقومات الأساسية للتنمية، وإقامة الاقتصاد الأخضر، الذي يعتمد على صناعات نظيفة بيئيا، موضحة أن النفايات البلاستيكية، الناجمة عن المخلفات الإلكترونية، من أعلى نسب النفايات في الدول العربية. وأشارت إلى أن الخطورة تكمن في تزايد نسبة المخلفات الإلكترونية، التي وصلت حاليا إلى نحو 75% من النفايات في العالم، بمعدل 50 مليون طن متري كل عام، تشمل المواد الأولية الثمينة، تدخل في صناعة الأجهزة الإلكترونية، لافتة إلى أن ضعف التنوع الحيوي لهذه المواد، له تأثير مباشر على حياة الإنسان واقتصاديات الدول. وألقت حبيبة المرعشي، الضوء على تحذيرات منظمة الصحة العالمية، من قدرة النفايات الإلكترونية، على إصابة الآلاف بأمراض خبيثة، رغم أنها تحتوي على ثروات معدنية لا تقدر بثمن، خاصة مع ارتفاع نسبة هذه المخلفات المنتجة عالميا، إلى 55 مليون طن في عام 2016، مقارنة ب41.4 مليون طن في عام2014 بزيادة نسبتها 8%، ومن المتوقع أن ترتفع بحلول عام 2021 لتتجاوز 60 مليون طن متري. سموم تهدد البشر وأشارت حبيبة المرعشي، إلى أن منظمة الصحة العالمية، أصدرت تحذيرات شديدة، من المخاطر البيئية الناجمة عن النفايات الإلكترونية والكهربائية، مثل: الهواتف المحمولة القديمة، التي يتم إعادة تدويرها بشكل غير صحيح، مما يعرض الأطفال للسموم التي قد تفضي إلى انخفاض درجة الذكاء، وقصور الانتباه، وتلف الرئة، والسرطان، متوقعة زيادة توليد النفايات الإلكترونية والكهربائية بنسبة 19% بحلول نهاية العام الحالي.