بلا شك أن جميع من تقاعد قد أدى واجبه المهني وأخلص وبعطاء كبير وبتميز ولا أحد ينسى ذلك ولكن في نفس الوقت أتعجب من بعض المتقاعدين الذين دوماً يضعون أنفسهم في قالب المظلومين أو المهمشين وأن الجميع نسي كيف كانوا وماذا قدموا ويبدأ التذمر والاستياء والشكوى ولا أعلم ماذا يريد.. ولذلك أتمنى من الفئة التي تكثر الشكوى بأن يعودوا قليلاً إلى الوراء ويتذكروا أيام وجودهم على مقاعد الوظيفة وبخاصة من كانت في أيديهم السلطة ويراجع ماذا قدم وكيف كان أسلوبه وطريقة عمله وهل فعلاً أخلص وأدى الأمانة كما يجب وهل أعطى الجميع حقه من ترقيات وعلاوات وانتدابات ودورات وهل كان منصفاً بين جميع الموظفين بإعطائهم ما يستحقون أم كان فريسة للتكتلات وخلق فجوات بين منسوبيه وإيقاع الجميع بين بعضهم البعض وأيضًا بدلاً من أن يشتكي من تجاهل البعض له فلا بد أن يعود إلى الماضي ويسأل نفسه هل استمع إلى الموظفين وإلى تطلعاتهم أم أغلق الباب على نفسه وعاش وحيدًا مع من اتخذهم مقربين له وهل كان يتعمد اختلاق المشاكل للموظف حتى يعمل على تعطيله.. ثم لا بد أن يسأل ماذا قدم من مقترحات حينما كان في سلطته الوظيفية تجاه المتقاعدين وما هي الخدمات التي يجب أن توفر لهم.. كل هذه الجوانب أتمنى منه أن يسأل نفسه فيها بدلاً من الإساءة لمن أتى بعده وللعاملين وللقطاع واتخاذ أسلوب النواح والتباكي والتمسكن والشكوى والتذمر والعيش بدور المظلوم.