أن تكون سفيرًا لبلادك تُمثّلها وتنقل سياستها للدولة التي عُيِّنت فيها، وتعمل على حماية مصالح الدولة ومواطنيها، فهذا شرف ما بعده شرف، فالسفراء هم في الخطوط الأمامية للدفاع عن مصالح بلادهم؛ في الدول التي يعملون بها، سلاحهم الكلمة بنفس المهارة التي يستعمل فيها الجندي بندقيته. ** ** وبتعيين الإعلامي السعودي المعروف تركي الدخيل سفيرًا للمملكة في دولة الإمارات العربية المتحدة، تُضيف وزارة الخارجية إلى صفوف دبلوماسييها وجهًا جديدًا على الدبلوماسية، قديمًا في مجال العمل الإعلامي، لكن تركي ليس أول إعلامي يُعيَّن سفيرًا لبلاده في الخارج، فسفراء خادم الحرمين يُعيَّنون من داخل وزارة الخارجية وخارجها، منهم وزراء، ووكلاء وزارة سابقون، وأساتذة جامعات، ولواءات سابقين في الجيش، وأعضاء في مجلس الشورى، ورجال أعمال.. إلخ. ** ** وأبرز الإعلاميين الذين عملوا سفراء قديمًا كان الأستاذ عباس غزاوي، الذي بدأ حياته في الإعلام قبل ان تختطفه أضواء العمل السياسي والدبلوماسي، الذي كانت آخر مهمة له سفيرًا في ألمانيا، وهناك الدكتور عبدالعزيز خوجة الذي كان وكيلًا لوزارة الإعلام، قبل أن ينتقل للعمل الدبلوماسي، وعمل سفيرًا في أكثر من عاصمة عالمية، ثم وزيرًا للإعلام. ** ** وإذا كان الدخيل قد تجاوز الأعراف المتبعة حين أدَّى اليمين أمام خادم الحرمين الشريفين في الرياض يوم الأحد 10 فبراير، ليظهر في أبوظبي بعد ساعاتٍ قليلة فقط، ويقوم بتسليم أوراق اعتماده في اليوم ذاته لوزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، فإن أمام الدخيل مهمة سهلة وصعبة في نفس الوقت، فالدولتان السعودية والإمارات هما -كما أكد تركي الدخيل- «أقوي حليفين، لا في المنطقة، بل ربَّما في العالم»، لذا فإن إبقاء علاقتهما على هذه المتانة دون تراجع -ولو خطوة واحدة- هو أكبر تحدٍ أمام السفير الجديد. #نافذة: إن خطوات تعيين الدخيل هي سابقة دبلوماسية كشفت عن مضي قادة الرياضوأبوظبي بعيدًا في علاقات بلديهما، لتبدو حالة استثنائية في تاريخ العلاقات الدولية.