لكل وسيلة تواصل إيجابياتها وسلبياتها ولكل تقنية حديثة نقاط قوى ونقاط ضعف ولكل جهاز استخدامات إيجابية وأخرى سلبية، فالفوائد والأضرار تكاد تكون موجودة في كل شيء ونادراً ما تجد شيئاً من وسائل التقنية الحديثة يخلو من السلبيات ويبقى الأمر في نهاية المطاف معتمداً على طريقة الاستخدام. التعلق بأجهزة الجوال بشكل عام وبوسائل التواصل الاجتماعية بشكل خاص والإدمان عليها من قبل البعض من الأمور السلبية والتي يعاني منها بعض الأفراد كما تعاني منها بعض الأسر، فكما أن وسائل التواصل تلك تساهم بشكل كبير في العديد من الأمور الإيجابية إلا أن استخدامها بشكل مفرط والإدمان عليها قد يقود إلى أمور سلبية وهذا ما أكدته دراسة أجريت مؤخراً بشأن سؤال طالما حير الملايين في جميع أنحاء العالم من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ولاسيما «فيسبوك» هو: هل التوقف عن استخدام «فيسبوك» يقود للسعادة؟، وقد كشفت الدراسة أن استخدام «فيسبوك» بشكل يومي يقود المستخدم إلى التعاسة، وأن التقليل من هذا الاستخدام وحتى الابتعاد عن مثل هذه المواقع، يزيد مستوى السعادة، بحسب «سكاي نيوز». وفقاً للدراسة فإن تعليق المستخدمين حساباتهم على «فيسبوك» وعدم استخدام هذا الموقع لمدة شهر يمكن أن يحسن حياة المستخدمين الشخصية والذهنية والنفسية، كما يساهم في زيادة الأنشطة البعيدة عن الإنترنت، مثل زيادة التفاعل الاجتماعي الشخصي مع الأسرة والأصدقاء، كما أظهرت نتائج الدراسة تحسناً واضحاً من الصحة النفسية مع مزيد من الشعور بالسعادة كما توصل الباحثون بأن المستخدمين الذين يعطلون صفحاتهم وحساباتهم على «فيسبوك» يصبحون أكثر إصراراً وثباتاً على تقليل استخدامهم التطبيق بعد تجربة التوقف. كثيرون هم الذين يشكون مما في تلك الوسائل من أمور تجلب التعاسة ومن أخبار تعكر المزاج ومن مضمون يساهم في رفع مستوى الكآبة حتى أن هناك بعض الحملات التي نادت بضرورة وقف تصفح تلك الوسائل «لأسباب مختلفة منها الجو السلبي والعدائي في بعض تلك المواقع»، كما تبنت الجمعية الملكية البريطانية حملة للتوعية بمخاطر إدمان شبكات التواصل الاجتماعية ودعت للتوقف أوالتقليل من استخدام تلك الوسائل للأضرار السلبية الناتجة مثل القلق والاكتئاب واضطراب النوم، ودعت الجمعية كافة الأفراد إلى التفكير في علاقتهم بوسائل التواصل الاجتماعية وقياس مستوى التأثير السلبي على حياتهم وتأثرهم ولو بدرجة بسيطة من درجة تعلقهم بتلك الوسائل. الهدف الرئيسي من وسائل التواصل الاجتماعية كان للتواصل بين أفراد المجتمع ونشر السعادة والفرح غير أن الدراسات والأبحاث والدعوات تتواصل لتؤكد ضرورة التخفيف من الارتباط بتلك الوسائل تجنباً لما تسببه من تعاسة وآثار سلبية سواء على المستوى الفردي أو الاجتماعي.