بقيادةٍ طموحة ترتقي المعالي وتتحدَّى الصعوبات، تُخطِّط بفكرٍ مستقبلي حيّر عقول الكثيرين، وألهم الطامحين وأثار أحقاد الحاسدين، مَن يمتلك همّة تُعانق الجبال في شموخٍ وكبرياء، وثقة بالواحد الديّان، لا يمكن أن يتحدَّث عن رؤيةٍ بدون دراسة وتشخيص لواقعٍ، مبني على أسس علمية، تعلَّمنا فنون التخطيط وأدبياته ومنهجية عمل وفق نظريات علمية مؤطرة، بأن الرؤى تكون حقيقية إن شكَّلنا فِرَق عمل واعية، متسلِّحة بالعِلم والكفاءة، تعرف تحليل بيئة العمل من نقاط القوة والضعف، وماهي الفرص والتحديات التي سنُواجهها معاً. عندما أعلن عرَّاب الرؤية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، القائد الملهم للشباب، عن رؤية طموحة شكَّك البعض في مصداقيتها، وهو رعاه الله في كل محفلٍ يُردِّد بلغةِ علمية: تعالوا معاً نستعرض لغة الأرقام التي لا تكذب أبداً. نحن اليوم مع موعدٍ جديد من المنجزات النوعية التي تسير بالوطن، وشعبٍ سعودي فخور بانتمائه وولائه للأرض «المكان والزمان»، هنا في السعودية الجديدة، وفي يومٍ من أيام الوطن الخالدة، يُطلق سمو ولي العهد برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية، الذي يهدف إلى: رفع مشاركات القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12 تريليون ريال، ورفع حجم الصادرات إلى أكثر من تريليون بحلول عام 2030، وزيادة مساهمة القطاعات في المحتوى المحلي إلى أكثر من 700 مليار ريال، وتحفيز استثمارات بقيمة تفوق 16 تريليون ريال، واستحداث 16 مليون وظيفة جديدة، هذا المشروع الضخم سيكون له أثر كبير على المواطنين من خلال خلق هذه الوظائف عالية المهارة، وإنشاء مراكز للتدريب على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وتنمية مهارات رأس المال البشري وتعزيز القدرة الإنتاجية، وتحقيق نِسَب التوطين في القطاعات المستهدفة، ويُركِّز البرنامج على أربعة قطاعات حيوية هي: الصناعة، التعدين، الطاقة، الخدمات اللوجستية، ويعمل على تحقيق أهدافه من خلال الاستفادة من الثروات الطبيعية غير المستغلة، والتي تُقدَّر بخمسة تريليونات ريال، وتحسين البيئة التنافسية من خلال توفير الإمكانيات اللازمة، وتحويل الاقتصاد إلى نموذج مبني على مشاركة القطاع الخاص، والاستفادة من الطلب في المنطقة لتحفيز صناعات جديدة، وتسريع وتحفيز الابتكار، وخلق ميزات تنافسية جديدة، مثل تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. نحن بحاجة اليوم لتحفيز جيل الشباب بأن هذا موعدكم مع المستقبل الذي ينتظركم، فشمّروا عن سواعدكم، وارفعوا رؤوسكم بقيادتكم الطموحة، التي تريد معكم اعتلاء منصّات التميُّز في كل مجالٍ من المجالات، نحن مَن سيَصنَع للحضارة الإنسانية -في العصر الحديث- منجزات باهرة وخالدة عبر الزمان، ولقادة التعليم في وطني أقول: أنتم قيادات الفِكر وإعداد الأجيال، فافتحوا أبواب الحوارات العلمية والفكرية، وتحدَّثوا عن منجزات وطن يُعانق السحاب كل يوم، وشجّعوا المبدعين والموهوبين من طلابنا وطالباتنا، فهم مَن يُعوَّل عليهم أن يقودوا مسيرة الإنجاز، وتولي هذه الوظائف الجديدة، ولن نعاني بعد اليوم من بطالة بحول الله، والوضع -كما نرى- يرسم مستقبلاً مشرقاً للوطن في كل المجالات، المهم أن نُفكِّر بطريقة ابتكارية وإبداعية، ونسأل أنفسنا: ماذا نريد أن نكون، وأين هو مكان كل مِنَّا في سبيل تحقيق رؤية وطن. كما نحن بحاجة للمخططين الحقيقيين، وبحاجةٍ أيضاً للمُنفِّذين بحرفيةٍ للخطط، ولإعلام مبدع يُظهر صورة حقيقية عن واقعنا، بعيداً عن كل زيفٍ أو خداع، فنحن واقعيون، وأفعالنا تسبق أقوالنا، والميدان يشهد بذلك. ما يُحيِّر العالم اليوم في وضعنا الجديد؛ بأننا كُنَّا جميعاً على قدر التحدِّي، وسنظل كذلك بمشيئة الله. السعودية -بسمائها وأرضها، وجبالها وسواحلها ومصانعها، وقيادتها وشعبها- تتطلَّع للمُقدِّمة، لتكون في مصاف الدول العظمى، ونحن لها، وموعدنا في عام 2030، نحتفي بالوطن ومنجزاته الكبرى، وفرحة قيادة وشعب عظيمين، وسنستمر معاً في رحلة العطاء بحول الله.