يسعى نادي الصقور السعودي، منذ إنشائه إلى نقل ثقافة الصقور، وهواية الصيد بها إلى الأجيال الجديدة، من أجل الحفاظ على تلك الثقافة التي ارتبطت بحياة الآباء والأجداد، وكذلك للحفاظ على الصقور وتنظيم أنشطتها وحماية بيئتها، وصون ذلك التراث الأصيل والتقاليد المرتبطة به، كذخيرة مستقبلية يتزود بها النشء في رحلتهم نحو المستقبل. ولأهمية تلك الهواية النبيلة لدى الإنسان السعودي، وضرورة نقلها عبر الأجيال، اعتمد نادي الصقور في استراتيجيته للمحافظة على هذا الإرث الثقافي الوطني الأصيل، على إقامة عدد من الفعاليات والأنشطة المهمة بمواصفات عصرية حديثة، بهدف غرس ذلك التراث في نفوس شباب الوطن بأدوات عصرهم، عبر المشاركة في هذه الفعاليات، وترسيخ قيم ومفاهيم ثقافية وبيئية واقتصادية من خلالها، تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. ومن أبرز الأنشطة والفعاليات التي أطلقها نادي الصقور السعودي معرض الصقور والصيد الذي لاقى إقبالا كبيرا لدى إقامته في أوائل ديسمبر الماضي بالرياض، ليكون نواه لهذا المهرجان الكبير، مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، الذي تنتظره المملكة ومنطقة الخليج العربي خلال الفترة من 25 يناير وحتى 3 فبراير المقبل في مَلهَم شمال الرياض، ليكون الحدث الأكبر والأضخم في مجال الصقور، لما يحظى به من مشاركات محلية وإقليمية وعالمية، عبر مساحة تقدر ب650 ألف متر مربع، مدعومة بأعلى مستويات التجهيز التقني باستخدام الليزر في قياس السرعة والمسافة التي تقطعها الطيور، بالإضافة إلى تخصيصه مبلغ 17 مليون و630 ألف ريال سعودي كجوائز نقدية لمسابقاته الأساسية الملواح "الدعو" 400 متر، والمزاين، علاوة على إطلاقه مسابقة للتصوير الفوتوغرافي بجوائز 100 ألف ريال، لأجمل صورة في المهرجان. وتعكف اللجنة المنظمة لمهرجان الملك عبدالعزيز هذه الأيام لوضع اللمسات الأخيرة لهذا الحدث الكبير، وما سيشهده من أنشطة وفعاليات غير مسبوقة على أرض المملكة، حيث سيشهد العديد من البرامج الثقافية والفنية والترفيهية، إلى جانب مسابقاته وسباقاته الميدانية المبهرة، التي تقدم تجربة ثرية من كافة جوانبها، والتي أعدت بعناية لتلائم العائلات والشباب والصغار وكافة فئات المجتمع السعودي، بما يعكس حرص واهتمام حكومة المملكة على إحياء التراث السعودي العريق، والذي تشكل الصقور جزءاً مميزاً منه، ولكن برؤية عصرية متطورة.