ميزانية تاريخية عكست قوة ومتانة اقتصادنا في المملكة العربية السعودية وجسدت اهتمام قيادتنا الرشيدة -حفظهم الله- بأبناء الوطن وما النتائج الإيجابية المبهرة التي تحققت -بفضل الله- ثم بتوجيهات ورؤى القيادة الحكيمة إلا خير دليل على ذلك؛ ومؤشر مهم على الجدوى الفاعلة المنتجة للإصلاحات التطويرية الاقتصادية وأثرها الواضح الظاهر بلغة الأرقام.. جاءت لتؤكد إكمال مسيرة البناء والنماء والخير والعطاء، وسيكون لمردودها الأثر الإيجابي في تحقيق الرفاهية للمواطنين، وتوفير سبل الرخاء، بالإضافة إلى أنها ستسهم في استثمار النجاحات والتوسع في التنمية لتأتي مواكبة لرؤية المملكة 2030 رغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها المحيط الإقليمي والدولي. إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- التي ألقاها بمناسبة إعلان ميزانية 2019م أكدت على العزم على المضي قدماً في طريق الإصلاح الاقتصادي وضبط الإدارة المالية، وتعزيز الشفافية، وتمكين القطاع الخاص، كما ركزت على مواصلة العمل نحو تحقيق التنمية الشاملة في جميع مناطق المملكة وفي كافة المجالات، والحرص على أن تكون جميع الخدمات التي تقدم للمواطنين متميزة. وهذا يعطي دلالة واضحة جليلة أن اقتصادنا السعودي قوي ومتين بفضل من الله ومنته، ويملك القوة الكافية التي تعزز من مواجهة التحديات الاقتصادية والمالية في هذه المرحلة الصعبة التي عانت منها اقتصاديات العديد من الدول الكبرى، وأدت تلك التحديات إلى بطء النمو الاقتصادي والاستثماري العالمي، رغم انخفاض أسعار النفط، ولا شك أن هذا أكبر دليل على النهج الحكيم المتوازن للسياسة الاقتصادية للدولة وإدارة مقدرات الوطن بحكمة وحنكة، وعزم القيادة الراشدة على المضي في النهج التنموي والرقي الشامل بالوطن والمواطن. كما اهتمت هذه الميزانية المباركة بتقوية الشراكة والتكامل بين القطاعين العام والخاص وتعزيز دور رجال الأعمال والمواطنين في التنمية والترشيد، ومواصلة تنفيذ المشاريع التنموية والخدمية وتطوير الخدمات الحكومية، مع تقليل الاعتماد على مصدر واحد؛ لمواجهة أي نقص محتمل في الإيرادات نتيجة للظروف الاقتصادية العالمية لتمنح مزيداً من المرونة في الإنفاق على المشاريع القائمة والجديدة؛ وتؤكد النظرة السليمة لمستقبل هذه البلاد المباركة، وفق منظومة اقتصادية رائدة ومتوازنة، تركز على الخدمات الأساسية والمستدامة. وهذا يشعرنا بالعزة والفخر ونحن نشهد كمواطنين أكبر ميزانية في تاريخ مملكتنا الحبيبة مملكة الخير والعطاءات، محققة هذه الرؤية المباركة (2030) على خطط استراتيجية ثاقبة، ورسالة صائبة، تحمل الخير والبشائر. واليوم في هذا العالم المضطرب تتأكد وحدتنا ويترسخ أمننا وتسير نهضتنا لتشمل مناحي الحياة وننتقل من مرحلة التنمية إلى النماء ومن المحلية إلى العالمية ونتبوأ بحكمة قيادتنا -حفظهم الله- مكانة دولية في بؤرة اهتمامات العالم ونقطة جذب اقتصادية مهمة تدعمها هذه الميزانية التاريخية. عمر محمد العمري مشرف تربوي في جامعة الإمام