من الواضح جدًا أن جميع الأزمات التي مرت بها المملكة مفتعلة ومدبرة ومخطط لها بطريقة مدروسة، وجميعها ولله الحمد كان مصيرها الفشل. لقد أثبتت السعودية للعالم برمته وعلى مر العصور أنها دولة قوية تستطيع التعامل مع الأزمات وإدارتها بحكمة وذكاء، ولكن من المؤسف جدًا أن تجد هناك من يستغل تلك الأزمات بوقاحة فأصبح يحارب ويقاتل من أجل تشويه سمعة السعودية، ظناً منه بأن هذه الأزمات هي مستصغر الشرر التي سوف تكون سببًا في انهيار الدولة السعودية، ولكن هيهات هيهات أن يكون لهم ذلك في ظل حداسة وإدراك الشعب السعودي الواعي. لقد تعاملت السعودية مع تلك الأزمات بكل حكمة وروية وهذا هو ديدنها في التعامل مع أصعب وأحلك المصاعب والمحن، لقد تكشف للسعودية ومن خلال تلك الأزمات الكثير من الأمور فعرفت العدو من الصديق، والنفيس من المزيف، لقد كانت تلك الأزمات بمثابة المجهر الإلكتروني الذي كشف لها الكثير من التفاصيل والمخططات العدوانية والتي كانت تحاك في الخفاء، هذا الأمر جعلها تتخذ تدابير إستراتيجية فعالة ضدها، حتى أصبحت السعودية قوة ضاربة تضرب كل من تسوِّل له نفسه في أن يفكر مجرد تفكير في النيل أو العبث أو المساس بأمن ومصالح الدولة. إذاً هي حرب ضروس ضد دولتنا وهي أشبه ما تكون بحرب غوغائية، لكنهم خابوا وخسروا لأنهم وجدوا الصمود والثبات والقوة والصرامة والحزم لهم بالمرصاد، وقبل هذا وذاك وجدوا قوة الإيمان، والعزم هو السلاح السعودي الفتاك الذي فتك بهم جميعاً وأحبط أعمالهم وأفشل جميع مخططاتهم وكسر أقلامهم، ودمر أفكار كتّابهم، وبيقين تام تظل قوة الإيمان والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلام، وتطبيق شرع الله هو السلاح الأقوى الذي تستخدمه السعودية ضد أعدائها، وهو السلاح الذي لم تستطع أي دولة حتى الآن أن تصنّعه ولن تستطيع ما لم تطبق شرع الله، لذا تجد السعودية لا تحاربهم بالعدة والعتاد، بل تحاربهم بسلاح قوة الإيمان هدفها في ذلك هو الدفاع عن دين الله أولاً ثم الذود عن الوطن.