المملكة العربية السعودية مصممة على تحدي التحديات ومواجهة العقبات أمام المتغيرات والإنجازات والنقلات الاقتصادية التي تسعى لتحقيقها على أرض الواقع في مختلف ربوع وطننا الغالي.. وقد ظهر ذلك جليًا في حديث سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمام مبادرة مستقبل الاستثمار عندما أكد أنه سيخوض حربًا اقتصادية لتغيير المملكة والشرق الأوسط الذي يتوقع أن يكون أوروبا خلال الخمس سنوات المقبلة. ولي العهد يمتلك إرادة وعزيمة قوية مستندًا على شعب عظيم لتغيير وجه المملكة والمنطقة اقتصاديًا من خلال تحولات وتحالفات كبرى ومشروعات عملاقة تسهم في جعل المملكة محور الاقتصاد العالمي. ان الإرادة التي تتمتع بها المملكة ليست كلاماً إنشائياً مرسلاً ولكن هي ترجمة لواقع تقوده الأرقام والمتغيرات الاقتصادية والمشاريع العملاقة فالمملكة ستطرح ميزانية تريليونية في عام 2019 وهي الأضخم في تاريخها، وتمتلك واحدًا من أكبر الصناديق السيادية في العالم برأسمال 400 مليار دولار العام الحالي ويستهدف التريليون دولار عام 2030، كما أن تنويع مصادر الدخل بدأ يؤتي ثماره فقد ارتفعت العوائد غير النفطية بنسبة 48% لتبلغ 211 مليار ريال في الربع الثالث من 2018. هذه نماذج من التوجهات وما تحتضنه المملكة من مشاريع عملاقة تم إطلاقها مثل نيوم الذي يقع بين المملكة ومصر والأردن ويربط ثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ومشروع القدية ومشروع البحر الأحمر. إن مبادرة مستقبل الاستثمار تعد الأهم والأبرز في المنطقة وهي ليست مجرد مؤتمر ولكنه حدث تاريخي ضخم يضم النخبة من القادة والمسؤولين وعدداً من قادة الاعمال والمفكرين والخبراء ورجال الأعمال، وقد شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات بعشرات المليارات وإقامة الشراكات وبحث فرص التطوير مما سيكون لها عوائد وفوائد اقتصادية على المملكة والمنطقة.. من هنا نؤكد على أن المملكة مقبلة على تغير نوعي في الاقتصاد لتصبح واحدة من مصاف الدول الكبرى خاصة في ظل تقدم تصنيفها العالمي لتحتل المرتبة 18 ضمن أكبر 20 اقتصاداً في العالم. وتستمر النجاحات للمبادرات محققة الإنجازات في ظل الادارة الحكيمة التي تقود المملكة نحو آفاق اقتصادية تصل إلى آفاق واسعة وشعب عظيم همته عالية مثلما قال ولي العهد نعيش بين «شعب جبار وعظيم، وإن همة السعوديين مثل جبل طويق ولن تنكسر».