أكد علماء مشاركون في الجلسة الخامسة بمؤتمر "مجمع الفقه الإسلامي الدولي" في دورته الثالثة والعشرين والمخصصة لبحث الإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف والإرهاب اليوم الثلاثاء أهمية دور المسجد في حياة المسلمين وأنه أول وسيلة لمواجهة الغلو والتطرف في مختلف دول العالم، مشيرين إلى أن العلماء هم القدوة ولهم أثر كبير في توجيه الشباب وحمايتهم من الأفكار المنحرفة. ودعا مشاركون في المؤتمر الذي ينظمه المجمع بالتعاون مع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة حتى 23 صفر الجاري في مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات إلى العمل على تعديل بعض محتويات المناهج التعليمية التي تغذي النظرة الأحادية في النص الشرعي. العبادي يطالب بتطوير مناهج إعداد الدعاة والبعد عن التزمت وفي بداية الجلسة دعا أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي الدكتور عبدالسلام داود العبادي العاملين في مجالي الدعوة والإعلام إلى العمل على بيان سماحة الإسلام، مؤكدًا على ضرورة تطوير مناهج إعداد الدعاة بهدف التأكد من إدراكهم لروح الإسلام، ومنهجه في بناء الحياة الإنسانية، بالإضافة إلى اطلاعهم على الثقافة المعاصرة. وقال: إن العمل على تنقية الشخصية الإسلامية المعاصرة من كل مظاهر الانغلاق والتزمت والتشديد على الناس بدون دليل شرعي من الأمور التي تحتاج إلى جرأة في النصح والمعالجة، وعدم الخوف من أي اتهامات قد يتقولها المتشددون في قضايا الحياة المتعددة، وبخاصة في مجال السلوك وفي قضايا الأسرة والمجتمع. وزير الدولة بغينيا: لا يوجد مذهب يمتلك ناصية الحق المطلق أوصى وزير دولة للشؤون الدبلوماسيَّة برئاسة جمهورية غينيا الأستاذ الزائر لأصول الفقه والمقاصد والماليَّة الإسلاميَّة المعاصرة بالجامعة الإسلاميَّة العالميَّة بماليزيا الدكتور قطب مصطفى سانو بالعمل على تعديل كثير من محتويات المناهج التعليميّة التي تغذي النظرة الأحادية في النص الإلهي، وتعلي من شأن الفكر الترجيحي المبالغ فيه بين المذاهب. وقال خلال مشاركته في المؤتمر بورقة بعنوان: "في مواجهة فكريَّة لمنطلقات الفكر المتطرِّف، مرتكزات وآفاق": إنَّه ينبغي الحد من التنمية المتزايدة لعقلية الاعتداد المفرط بامتلاك بعض المذاهب الاجتهاديّة ناصية الحقِّ المطلق والبرهان القاطع فيما اختلف فيه العالِمون من المسائل. وكيل الأزهر: الخروج على أنظمة الحكم المستقرة جريمة أكد وكيل الأزهر الشريف الدكتور عباس شومان أنه يثبت لأنظمة الحكم المعمول بها في الزمن الحاضر على اختلاف مسمياتها (رئاسية، ملكية، سلطانية، أميرية) ما يثبت للخليفة في نظام الحكم الإسلامي، مشددًا على أن الخروج على أنظمة الحكم المستقرة جريمة تحل عقوبة فاعليها، وقال الدكتور شومان خلال مشاركته في الجلسة ببحث بعنوان: (الخروج على الحاكم في ميزان الشريعة الإسلامية)، أن الخارجين على الحكام هم بغاة. الميمن: الإرهاب من أعمال الخوارج ويستند على التكفير قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الأستاذ في المعهد العالي للقضاء الدكتور إبراهيم محمد قاسم الميمن: إن أقرب تكييف لأعمال الإرهابيين بأنها من أعمال الخوارج، الذين يرتكبون هذه العظائم بناء على فكر الخوارج واعتقاد التكفير. وأوضح الدكتور الميمن خلال مشاركته في الدورة الثالثة والعشرون للمؤتمر بعنوان:(أثر البغي والحرابة على إسلام الباغي والمحارب)، أن المطلع على المبررات من وجهة نظر الإرهابي يجد أنها تأويلات وشبهات باطلة مزيفة، ترى بتكفير المجتمعات والولاة، ومن ثَم الخروج عليهم ومقاتلتهم. المجالي يطالب بدعم المؤسسات الدينية أوصى عميد كلية الشريعة السابق بالجامعة الأردنية الدكتور محمد خازر المجالي في بحثه الذي قدمه بعنوان:(مكافحة التطرف من جانب ديني) بدعم المؤسسات الدينية المتمثّلة بوزارات الأوقاف والكليات الشرعية وغيرها، من أجل أن تصل رتبتها إلى رتبة تستحق الاحترام والتقدير لكي يتم تصدير علماء ودعاة على مستوى عالٍ من العلم الشرعي والثقافة العامة، وهذا كله سيؤدي إلى نشر خطاب معتدل بين الناس خاصة في المساجد. عبدالسلام: ضعف خطيب المسجد يفسح المجال للمتطرفين أوضح الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبدالسلام أن ضعف خطيب المسجد أفسح المجال لجماعات متطرفة تسللت إلى كثير من المساجد وأخذت تمارس ضغوطها على الشباب والأطفال، مضيفًا: إن هذا الفكر هو في نفس الوقت يكفِّر الحكام والمجتمع ورموزه، بل ومنهم من يوجب قتاله، إلى جانب ابتعادهم عن التعليم في المدارس والجامعات لأنها تقوم بتعليم العلوم الغربية، ودعا في بحث بعنوان: (دور المسجد وقيمة العدالة في تحقيق الأمن المجتمعي في الإسلام وترسيخ السلام العالمي في مواجهة الفكر المتطرف)، إلى الاهتمام بالمسجد لأنه يُكون الإنسانَ المتدين الملتزم. النجيمي: الظلم الذي يتعرض له المسلمون يغذي التطرف قال الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الدكتور محمد بن يحيى النجيمي: إن الظلم الدولي الذي يتعرض له المسلمون وعدم الإنصاف في معالجة قضاياهم وتركها عالقة من قبل الدول الغربية من أبرز الأسباب الدولية لظاهرة التطرف، وأفاد خلال مشاركته ببحث بعنوان: (الإجراءات الفكرية والعملية لمواجهة التطرف وما يسمى بالإرهاب في هذه الأيام في شتى الميادين والمجالات): إن للمسجد دورًا هامًا في حياة المسلمين، وهو أول وسيلة لمواجهة الغلو والتطرف. الطعيمات: استبعاد ذوي الفكر المنحرف من المواقع التعليمية شدد عضو هيئة التدريس في جامعة العلوم الإسلامية العالمية الأردنية الدكتور هاني سليمان الطعيمات على أهمية النهوض بالخطاب الديني في المساجد مضمونًا وأسلوبًا، وقال في بحث قدمه بعنوان:(الإجراءات العملية للمؤسسات الدينية والتربوية والتعليمية في مواجهة ظاهرة الغلو والإرهاب): إن على المؤسسات التعليمية تحديث وتطوير مناهج التعليم في المدارس باتجاه فتح مضامينها على ثقافة حقوق الإنسان، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب، وحسن اختيار العاملين في المؤسسات التعليمية وتأهيلهم واستبعاد أصحاب الاتجاهات الفكرية المنحرفة. هناء الحنيطي: مواجهة الإرهاب ليس مسؤولية الدولة وحدها أكدت عميد البحث العلمي بجامعة العلوم الإسلامية العالمية بالأردن الدكتورة هناء محمد هلال الحنيطي في بحث بعنوان: (الإجراءات الفكرية والعملية كوسيلة للقضاء على التطرف والإرهاب) أن مواجهة التطرف والإرهاب ليست مسؤولية الدولة وحدها بل يجب العمل على إشراك القطاع الخاص وأصحاب الأموال والمحسنين مع الدولة في مواجهة التطرف. أبرز ما طرحه المشاركون في الجلسة 1- تنقية الشخصية الإسلامية من مظاهر الانغلاق والتزمت. 2- رد شبهات أعداء الإسلام بطريقة علمية سليمة دون انفعال. 3- تعديل محتويات المناهج التعليميّة التي تغذي النظرة الأحادية. 4- نشر خطاب معتدل بين الناس خاصة في المساجد. 5- الاهتمام بالمسجد لأنه يُكون الإنسانَ المتدين الملتزم. 6- العلاج الشمولي للتطرف والإرهاب يجب أن يكون قطعيًا وشاملاً.