عندما ترى الوطن يستشرف المستقبل ويسعى لتحقيق الازدهار الاقتصادي والأمن الاجتماعي ويعمل على إرساء مبادىء الشفافية والعدالة لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد تطمئن النفس ويرتاح البال ونعرف بأننا نمضي في طريق آمن وسعي جاد لتحقيق أهداف طموحة تهدف لوضع بلادنا في مصاف الأمم المتقدمة. في كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بمناسبة الذكرى الثامنة والثمانين للمملكة العربية السعودية أكد سموه على أسس ومبادىء لطالما كررها قادة هذه البلاد كثيراً وفي مقدمتها أننا نعيش في وطن غال انطلق من الإسلام وأضيئت منه أنوار النبوة، سيظل متمسكاً بثوابت الدين الحنيف، دين الوسطية والاعتدال، ومحارباً بلا هوادة التطرف والإرهاب وفقاً لما أكده سيدي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- عندما قال: إنه «لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالاً ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال واستغلال يسر الدين لتحقيق أهدافه، ولن يسمح لأحد أياً كان أن يعتدي على سيادة وطننا أو يعبث بأمنه». فالاعتدال منهج عظيم يحكم شؤون هذه البلاد ويحقق المصالح العامة ويهدف للخير والعطاء، وقد ساهم هذا المنهج في أن يكون لوطننا اليوم مكانة دولية وإسلامية وعربية مرموقة وله دور مؤثر في تحقيق الأمن والسلم الإقليمي والدولي، فالوسطية والاعتدال ليسا مجرد كلمات تقال في المناسبات العامة أو شعارات يتم ترديدها من فترة لأخرى بل هما منهج شامل والتزام كامل يتغلغل في كافة شؤون حياتنا ويسيطر عليها ويكون واقعاً عملياً وأسلوباً تطبيقياً في حياتنا. في كل مناسبة مهمة تحرص قيادة هذا الوطن على التأكيد بأن لا مجال للتساهل أو التهاون مع أي متطرف أو إرهابي أو منحل، ولن يسمح لأي طرف أن يمارس وصايته أو سيادته على هذا الوطن أو يمس بأمنه، كما لن تتاح الفرصة مطلقاً لمن يريد أن يعكر صفو هذه المسيرة المباركة لهذا الوطن المعطاء أو يقف في طريقها لأي سبب كان وهي تمضي في طريقها مستنيرة بمنهج الوسطية والاعتدال بعيدة عن التطرف والانحلال تقودها قيادة حكيمة تعرف كيف توازن بين المصالح والمفاسد وكيف تعمل على تحقيق المصالح المشتركة بشكل شامل دون إفراط أو تفريط في عصر صعب يموج بالفتن وتكثر فيه القلاقل والمحن ولا منجى منها إلا بسلوك هذا المنهج المعتدل والذي قام مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- بتأسيسها عليه وواصل أبناؤه البررة من بعده مسيرة النمو والازدهار.