قدم حجاج برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لذوي الشهداء من القوات المسلحة شكرهم البالغ لخادم الحرمين الشريفين، واصفين أداء المناسك بالحلم الذي تحقق وكانت «المدينة» قد التقت عددا من المصابين وأولياء أمور الشهداء من وزارتي الدفاع والداخلية من جمهورية مصر العربية، الذين أكدوا أن المملكة سخرت كل إمكاناتها البشرية والتقنية والفنية لتسهيل وصولهم إلى مقراتهم، وأفاد علي أحمد أن من ينكر دور السعودية في الوقوف بجانب الإخوة من اليمن جاحد داعيًا كل من يريد معرفة مكانة السعودية الحقيقية في قلوب اليمنيين فليسأل اليمنيين أنفسهم، الذي يبادلون الوفاء بالوفاء والمحبة بعظيم الشكر والتقدير. وأشاروا إلى أن ما يثلج الصدر هو الدعم المعنوي الكبير الذي يلقاه المصريون، وأن هذا يعبر أن السعودية قيادة وشعبًا خلف قضايا أمتها ومصيرها المشترك، وهذا الأمر يبعث على المحبة ووحدة الصف وكشهادة حق للتاريخ لم تقف مكتوفة الأيدي تجاه قضايا أمتيها العربية والإسلامية، بل ساندت ودعمت القضية الفلسطينية والقضايا العربية والأقليات المسلمة في كل مكان، واستطاعت من خلال ثقلها الدولي والسياسي والاقتصادي أن تنصف المظلومين والمكلومين وتحقق لهم كل حقوقهم المسلوبة في كل أصقاع الأرض. التضحية بالروح أولياء أمور المصابين السيد مصطفى وشعبان إبراهيم ونبيل عبدالمقصود قالوا إن أبناءهم أصيبوا خلال عمليات في تتبع الإرهابيين في سيناء، حيث ضحوا بأرواحهم في سبيل أوطانهم وكانت نتيجة أنها كانت السبب في حصولهم على فرصة أدائهم مناسك الحج، بعد أن جاءت مكرمة الملك سلمان لتحقق لهم كل الأمنيات وتمكنهم من أداء فريضة الحج وتداوي جرحًا عميقا ولتساعده هذه الدعوة الكريمة من برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للوقوف على صعيد عرفات الطاهر وتأدية مناسك الحج. الصالح: طيارات خاصة وحافلات مجهزة.. وخادم الحرمين تكفل بالهدي رئيس لجنة برنامج خادم الحرمين الشريفين لذوي الشهداء من القوات المسلحة والشرطة المصرية عبدالعزيز بن ناصر الصالح قال إن عدد الحجاج الذين تم استضافتهم بلغ 1000 حاج من الرجال والنساء جاءوا جميعًا عبر طيارات خاصة من مطار القاهرة إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة مباشرة وتم ترتيب الرحلات من قبل البرنامج بالتنسيق مع الخطوط السعودية مشيرًا إلى أنه تم نقلهم عبر 24 حافلة مجهزة، حيث أدوا العمرة وانتظروا حتى تم تصعيدهم إلى المشاعر المقدسة. وأشار الصالح إلى أن تكفل خادم الحرمين الشريفين بنفقات الهدي للحجاج المستضافين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج للعام الجاري البالغ عددهم 2400 حاج وحاجة، منهم 1000 من ذوي شهداء فلسطين يأتي امتدادًا لبحر العطاء من لدنه، الذي تعود عليه ضيوف البرنامج كل عام. بتذليل كل الصعاب للوصول أعلى درجات الأهبة والاستعداد لخدمة ضيوف خادم الحرمين الشريفين وجميع العاملين جندوا طاقاتهم وإمكاناتهم البشرية والتقنية والفنية وعملت في وقت مبكّر على التنسيق والإشراف والمتابعة واضعة في الحسبان احتياجات كبار السن من ذوي الشهداء والمصابين لنقلهم في أتم الراحة والجاهلية. وأشار الصالح إلى أن البرنامج تشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والحجاج هم فئة المتعجلين الذين سيغادرون يوم 12 من شهر ذي الحجة إلى مكةالمكرمة ليوم واحد ومن ثم يتوجهون إلى المدينةالمنورة لقضاء يومين قبل الاستعداد لمغادرتهم عبر مطار الملك الأمير محمد بن عبدالعزيز إلى مطار القاهرة. فرحة كبيرة وأبان أولياء أمور الشهداء عادل سرور ومحمد خروب وأحمد جميل بأن أبناءهم ممن استشهدوا في ميادين الشرف والبطولة دفاعًا عن دينهم ووطنهم وأوضحوا أنه منذ انطلاقهم من مطار القاهرة حتى وصولهم إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة سخرت خلالها الحكومة السعودية كل إمكاناتها البشرية والتقنية والفنية لتسهيل وصول الحجاج المصرين إلى مقراتهم واليوم تكتمل فرحتهم بعد أن أدوا مناسكهم بكل أريحية وسهولة. فريد: «طلقة في قدمي» شملتني بالمكرمة لم أكن أحلم بأداء مناسك الحج فأنا شاب لا يتعدى 25 عامًا، كما الرحلة تحتاج أموالا كثيرًا ليس بمقدوري الوفاء بها.. ومغ غياب هذا الحلم إلا أنه استيقظ فجأة وتحول إلى حقيقة.. فعندما شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش في الصحراء . وأثناء الكر والفر الذي تشهده المعارك أصابتني طلقة في قدمي اليمنى من قبل الإرهابيين، وتم نقلي وقتها لتلقي العلاج. هذه الطلقة التي أدمت قدمي رسمت لي طريقًا جديدًا، بل جعلتني من المحظوظين الذين شملتهم مكرمة خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام. اليوم عرفت فقط حصاد الدفاع على الأوطان كيف يُجازى به الإنسان حيًا وميتًا.. عرفت أن عيون الكرماء ترصد المخلصين من بعيد وتقدم لهم أجمل الهدايا.. شكرًا خادم الحرمين. حمدان: فقدت 3 من أولادي والمكرمة أنستني مصابي حكاية مختلفة عنوانها «الفقد» بطلها العم مصطفى حمدان، حيث فقد 3 من أبنائه خلال أعمال العنف التي اشتعلت في مصر ومع العذاب الذي عاشه وأسرته جراء غياب أعز أبنائه إلا أن مكرمة خادم الحرمين الشريفين خففت عنه كثيرًا - وفقا لحديثه وجاءت لتكون البلسم الشافي، وقال لقد احتسبت أولادي «شهداء» عند الله وللحق أشعر اليوم بأنني ولدت من جديد فأداء المناسك أجمل أحلام الحياة شكرًا للمملكة، التي ذللت لنا كل الصعاب لنؤدي رحلة الحج.. شكرًا خادم الحرمين الشريفين على المكرمة التي لا أجد لها عنوانًا إلا «هديّة الصبر والاحتساب». نوار: مكرمة الملك «هديّة» للأبطال الصابرين بفرحة طاغية روى العم عبدالغني نوار - 75 عامًا - حكايته الجميلة وكيف انتقل من سرير الموت إلى عالم الفرح والسعادة قائلا: مازلت أتذكر حتى اللحظة تفاصيل حرب أكتوبر «الضروس» في مواجهة الجيش الإسرائيلي حيث أصبت بطلقات «نارية» كادت أن تنهي حياتي لولا رحمة الله التي كتبت لي عمرا جديدا.. ومع العجز الذي أصابني وصبري على أوجاع قدمي طيلة هذه السنوات جاءت «مكرمة الملك» لتقدم لى أجمل الهدايا، حيث وجدت نفسي واحدًا من المشمولين بأداء فريضة الحج.. ولأولادي في ختام العمر الحج أعظم ما يتمناه الإنسان في حياته.