قبل أن أتحدث عن إيران التي كشفت عداءها بشكل سافر كانت تغطيه في السابق بشعارات الإخوة الإسلامية والجوار، أؤكد ما طرحته يوم أول أمس من أنه كما أن الحرب خدعة فإن السلام أيضاً يمكن أن يكون خدعة. **** وقد تأملت مجدداً إستراتيجية، أو أيدلوجية قديمة معروفة للرئيس الأمريكي الراحل ثيودور روزفلت وهي «أيدلوجية العصا الغليظة» Big Stick ideology، طبقها روزفلت في تعامل الولاياتالمتحدة مع الجهات المعادية المحتملة. هذه الإيدلوجية جاءت خلال كلمة للرئيس روزفلت سنة 1905 قال فيها: (تحدث بهدوء ولكن احمل عصاً غليظة) « speak softly but carry a big stick ».. **** هذه الإستراتيجية الأمريكية التقليدية التي تبناها بعد روزفلت أكثر من رئيس أمريكي ليست بعيدة في رأيي عما تمارسه إيران اليوم تجاه دول الجوار. فبينما تحاول أن تمارس إستراتيجية الخداع بادعائها السعي نحو السلام، ومد يدها لدول الجوار بمبادرات كلامية بين فترة وأخرى، تسعى في نفس الوقت إلى بناء قوتها النووية (العصا الغليظة) لتهدد بها دول الجوار، والسلم والأمن الدوليين. **** التاريخ الإيراني مع العرب، كما يقول الأستاذ عبدالله العلمي في مؤلفه الأطماع الإيرانية في الخليج (دار مدارك للنشر، ط 1 يناير 2017)، مليء بالمكائد، والغدر، والأحقاد السوداء. الاستثناء كانت سورية والجزائر والسودان، ولاحقاً لبنان بعد انقضاض حزب الله على السلطة في ذلك البلد الوديع الجميل الآمن. # نَافذة: (سعت دول مجلس التعاون لتأسيس علاقة سوية مع إيران، تقوم على أساس احترام السيادة وعدم التدخل والحرص على الاستقرار في المنطقة، وأن تتوقف إيران عن تصدير ثورتها وأن تسعي لكسب جيرانها. ولكن للأسف، سعت إيران -ومازالت تسعي- لاستعداء جيرانها وبثّ الفتنة والفرقة في المنطقة). عبدالله العلمي