تعكس مناقشات شركة أرامكو مع صندوق الاستثمارات العامة للاستحواذ على حصة استيراتجية في شركة سابك، عملاق صناعة البتروكيمياويات في العالم، ترجمة لخطة الشركة منذ عدة أعوام من أجل التحول من إنتاج الطاقة إلى الطاقة والبتروكيمياويات لمواكبة التحول الملحوظ في سوق النفط حالياً. كما يأتي ذلك دعماً لإستراتيجيات الشركة الهادفة إلى تحويل 2 إلى 3 ملايين برميل من النفط إلى صناعات كيميائية، بما يحقق زيادة القيمة المضافة من كل برميل وتنويع مصادر الدخل وتأمين مصدر لتسويق النفط على المدى البعيد خارج قطاع النقل، فضلاً عن أن هذا التحول سيكون له أثر إيجابي فيما يتعلق بالتغير المناخي، لأن الاستخدام النهائي للنفط في مجال الكيميائيات وليس المحروقات يساعد في خفض انبعاثات الكربون. والمعروف أنه في خلال 20 –25 عاماً، سيشهد قطاع النقل تحولات استراتيجية بالتوجه نحو السيارات الكهربائية، وغيرها، وبالتالي سيتراجع الإقبال على النفط التقليدي، وتشير الإحصاءات حالياً إلى استهلاك المملكة قرابة مليون برميل يومياً عبر وسائل النقل، من إجمالي 2.6 مليون برميل يجري استهلاكها في اليوم الواحد، مما جعل المملكةَ واحدةً من أكثر دول العالم استهلاكاً للنفطِ. فوائد التحول ولا شك أن التحول نحو الاستثمار في صناعة البتروكيمياويات يحقق لأرامكو العديد من الفوائد: 1- تعزيز القيمة المضافة والحد من تصدير النفط الخام إلى الخارج. 2- قطاع الكيميائيات ينمو بمعدل نحو 3% وهو أسرع من معدل نمو الاقتصاد العالمي أو الطلب الإجمالي على الوقود. 3- قطاع الكيميائيات سينمو بمقدار 50% عما هو عليه الآن على مدى ال20-25 سنة القادمة، ولذلك فإن الاستثماربه يعد من أهم السبل لدعم الشركة في مجالي التكرير والتسويق التي تشهد نمواً كبيراً 4- جميع مشاريع أرامكو العالمية في مجال التكرير تتضمن تحويل نسبة عالية من النفط الخام إلى كيميائيات، مثل المشاريع المشتركة في الهند وماليزيا، واستثمارات شركة موتيفا المستقبلية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسعت أرامكو على مدى السنوات الماضية إلى النمو في مجال الكيميائيات من خلال طريقين هما مشاريع جديدة مثل صدارة وبترو رابغ وصفقات شراء واستحواذ مثل شراء حصة 50% من شركة لانكسيس الألمانية التي تمت قبل سنتين. وتأتي في هذا السياق الصفقة المحتملة للاستحواذ على حصة إستراتيجية في سابك، وهي الشركة السعودية المرموقة التي تعد الثالثة عالميًا والتي تربطها مع أرامكو السعودية علاقات متميزة منذ بداية تأسيسها. وقبل حوالي سنة ونصف تم الإعلان عن مشروع عملاق مشترك مع سابك بطاقة 400 ألف برميل في اليوم لتحويل النفط إلى كيميائيات، و أعلنت الشركة عن استثمارها في مشروع تقني سيحقق نقلة نوعية بتحويل النفط الخام مباشرة إلى كيميائيات بنسبة 70 إلى 80%. ومن المتوقع أن تعزز الصفقة المحتملة مع سابك موقع أرامكو التنافسي من خلال موازنة التقلبات بين عوائد قطاع التنقيب والإنتاج وعوائد قطاع التكرير والكيميائيات. ومن المعروف أن عوائد قطاع التنقيب والإنتاج تتأثر سلبًا لدى انخفاض أسعار النفط العالمية، بينما التكرير والكيميائيات تحقق عوائد جيدة مع انخفاض أسعار النفط الخام العالمية. وتعكس لغة الأرقام قوة سابك التى حققت خلال النصف الأول من العام الحالي 9.8 مليار ريال، وتبلغ قيمة أسهمها 385 مليار ريال بعدما ارتفع سهمها بمعدل 30 بالمئة منذ بداية العام الحالي، وبلغت أرباحها في العام الماضي حوالي 18 مليار ريال. ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 70 بالمئة من سابك ومؤسسة التأمينات الاجتماعية نحو 5.7 بالمئة، وتتوزع النسبة المتبقية على مؤسسات وأفراد من ذوي الملاءة المالية بخلاف الحصة المتداولة بالسوق. لغة الأرقام تعكس قوة سابك