رغم صعوبة لفظه بالنسبة إليهم، سيحفظ العراقيون اسمًا يابانيًا عن ظهر قلب: فوميو إيواي، السفير الياباني الذي حفر محبته عميقا في قلوب العراقيين، حتى صار رحيله خلال الأيام المقبلة يشكل غصة لأبناء بلاد الرافدين. تحوّل إيواي ظاهرة في العراق خلال فترة عمله، إذ اشتهر من خلال فيديوهات يتوجه فيها إلى العراقيين بلغة عربية متينة، وأحيانًا، باللهجة العراقية التي يتقنها. ويقول السفير ذو الوجه الضاحك دائما لوكالة فرانس برس إن «وزارة الخارجية اليابانية أمرتني بدراسة اللغة العربية» حين التحق بالسلك الدبلوماسي قبل 30 عاما. حينها، قرر إيواي أن يبدأ رحلته من مصر لدراسة اللغة العربية، فبقي فيها عامين مقيما مع عائلة مصرية، حتى صار قادرًا على التواصل بلغة العرب. اليوم، حين يذكر اسم فوميو في العاصمة، يكون أول رد فعل من الناس «هل رأيت الفيديو الأخير؟». ويتناقل العراقيون بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي أشرطة الفيديو التي ينشرها فوميو. ويبدأ السفير جميع مقابلاته وخطاباته ب»بسم الله الرحمن الرحيم» أو «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته». في أحد الفيديوهات، يظهر إيواي بالزي البغدادي التقليدي للترويج لليوم الياباني في معرض بغداد الدولي. ويضع كوفية على كتفه ويعتمر «العرقجين»، وهي قبعة تقليدية عراقية.. ويقول في الشريط المصور «شوفوا شكد حلو آني اليوم (أنظروا كم أنا جميل اليوم)، اليوم آني بغدادي تماما». ويعبر المواطن العراقي حيدر البنا (35 عامًا) عن الإعجاب الذي يحمله العراقيون لإيواي بالقول «أذكر خلال تصفيات كأس العالم، حين التقت اليابانوالعراق في مجموعة واحدة، ارتدى السفير قميص المنتخب العراقي». وأضاف «قال حينها إنه سيفرح لفوز اليابان، لكنه سيحزن لخسارة العراق. أحسسنا أنه عراقي يعيش في البلد منذ أكثر من 50 عاما». خلال تواجده في العراق، تمكنّ من زيارة 14 محافظة من أصل 18، منها الأماكن المقدسة.. وحيثما ذهب، كان يلاقي ترحيبا واسعا، كما يقول. ويلقب العراقيون إيواي ب»أبو كوجي»، في بلد تتفوق فيه الألقاب على الأسماء. وببحث بسيط باسم فوميو إيواي على فيسبوك، ستجد عشرات الصفحات التي أنشأها معجبون به، منها صفحة «الحملة الوطنية لجعل السفير الياباني فوميو إيواي وزيرا مؤقتا للإعمار». وبالفعل، فقد ناشد عدد من الناشطين الدولة العراقية منح إيواي الجنسية العراقية ليقود البلاد وينقل التجربة اليابانية إليها. لكن إيواي رد ضاحكا في تصريح صحافي حينها إن القانون الياباني لا يسمح بحمل جنسيتين، ولا يمكنه الاستغناء عن جنسيته الأم خوفا من حزن والديه.