مع إسدال روسيا الستار على «أفضل كأس عالم» في كرة القدم بحسب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) جاني انفانتينو، تتجه الأنظار إلى المونديال المقبل الذي يتوقع أن يكون الأكثر إثارة للجدل: قطر 2022. ومنذ أن مُنحت الإمارة الخليجية استضافة كأس العالم في العام 2010، طُرحت الكثير من الأسئلة حول هذه الخطوة، لاسيما لجهة تنظيم المونديال في بلد لم يشارك منتخبه الوطني في أي من بطولات كأس العالم السابقة. ودفعت إقامة الكأس في قطر إلى تغييرات عدة في نظام البطولة، ويبدو أن السنوات الأربع المقبلة ستبقى مليئة بالأسئلة والتكهنات. فدولة قطر هي في خضم أزمة دبلوماسية مع جيرانها وهي متهمة بدعم الإرهاب، كما أنها تواجه ادعاءات بالفساد وبانتهاك حقوق الإنسان. وتم نقل موعد البطولة القادمة من فصل الصيف إلى شهري نوفمبر وديسمبر بسبب الحر، للمرة الأولى، في موازاة جدل حول أعداد المنتخبات التي ستشارك فيها. لائحة قضايا وتطول لائحة القضايا المتعلقة باستضافة قطر للمونديال عام 2022. فالملف القطري أحيط بالكثير من شبهات الفساد. وفي حين تنفي الدوحة هذه الاتهامات، تتواصل التحقيقات حولها في مكتب المدعي العام السويسري الذي ينظر في منح قطر حق الاستضافة عام 2022، إلى جانب قضية مماثلة في الولاياتالمتحدة. قضية شائكة أخرى تتعلق بمنح تعويضات للدوريات الأوروبية الكبرى بما في ذلك الإنجليزي والإسباني والألماني، بسبب تعليق مبارياتها خلال «كأس العالم الشتوي» بعد تغيير موعد البطولة، وهي مسألة لم تحل حتى الآن، بينما يدور حديث حول دفع تعويضات تصل إلى مليار يورو. وأكد انفانتينو الجمعة في موسكو، أن الدوريات الأوروبية أبلغت بقرار إقامة مونديال 2022 خلال الفترة الشتوية، «وهو قرار جيد لأنه لا يمكن لعب كرة القدم في قطر في يونيو أو يوليو». وعلى رغم الإصلاحات التي أدخلتها الإمارة على حقوق ظروف عمل نحو مليونين من العمال الأجانب الذين يساعدون في بناء أماكن إقامة كأس العالم ومشروعات أخرى مرتبطة بذلك، تبقى منظمات حقوق الإنسان قلقة من وتيرة الإصلاح التي تعهدت بها الدوحة. ومن المقرر أن يبحث الاتحاد الدولي في اقتراح لزيادة عدد المنتخبات المشاركة في مونديال 2022، من 32 كما هو مقرر إلى 48. وشدد انفانتينو الجمعة على أن القرار بهذا الشأن سيتخذ في الأشهر المقبلة. ولعل الحديث عن مونديال 2022 سيكون مثيرًا خاصة بعد النجاح الفائق لمونديال روسيا 2018. أزمة خليجية وتقول قطر إنها تستضيف البطولة نيابة عن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط التي ستشهد الحدث العالمي للمرة الأولى، إلا أن الأزمات التي تعصف بعلاقاتها بدول المنطقة تضع هذا العنوان للمونديال موضع شك. وسعى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) للنأي بنفسه عن الصراع المرير، إلا أن هذا النأي قد لا يستمر طويلًا.