قدّم عدد من الشباب السعودي في منطقة عسير أفكارًا استثمارية ملفتة، من خلال مشروعات اقتصادية صغيرة وظفوا خلالها المقومات السياحية والبيئة الخلابة للمنطقة. وأظهرت جولة ميدانية على بعض المشروعات الشبابية الجديدة في مدينة أبها وضواحيها، التناغم المدروس بين الأفكار التسويقية العصرية والتراث المادي والمعنوي العريق للمنطقة والآثار التي يعود بعضها لقرون عدّة. ففي «قرى بني مازن» من ضواحي مدينة أبها، أطلق عدد من شباب إحدى القرى مشروعًا سياحيًّا يديره ويعمل في جميع تفاصيله أبناء القرية دون الاعتماد على أي عمالة وافدة، مستغلين الطبيعة الخلابة للقرية؛ إذ تم تجهيز موقع لاستقبال المصطافين وزوار المكان وسط المدرجات الزراعية التي تشتهر بها منطقة عسير، مع ترميم عدد من البيوت الأثرية الموجودة في محيط الموقع؛ ما شكل تجانسًا وتكاملًا بين عراقة الماضي ومقومات السياحة الحديثة. وأفاد المشرف على فريق العمل في الموقع «محمد مفرح المازني»، أن فكرة هذا المشروع الشبابي جاءت من حماس أبناء القرية لإيجاد مكان مناسب لاستقبال المصطافين وزوار «قرى بني مازن»، التي تشتهر بجمال الطبيعية على مدار العام، خصوصًا أن هذه القرى ما زالت بكرًا، ولا توجد فيها مشروعات سياحية تتوازى مع حجم الإقبال عليها من السياح والمصطافين الذين يأتون من جميع مناطق المملكة، إضافة إلى الزوار من خارج المملكة، خصوصًا في فصل الصيف. أما «أنس بشاشة» الذي يدير ويعمل مع بعض إخوانه وأصدقائه في نزل سياحي، اتخذ من أحد الحصون التراثية التي يشتهر بها المكان موقعًا له، فقال: «هذا الحصن يزيد عمره على 150 عامًا، وقد قمت باستئجاره وترميمه قبل عامين تقريبًا، وكان الهدف هو الاستفادة من المقومات التراثية الأصلية لهذا الموقع في مشروع استثماري يجمع بين عبق الماضي ومعطيات العصر الحديث، من خلال جلسات شعبية نقدم فيها بعض المشروبات الساخنة التقليدية مثل القهوة والشاي، ثم طورت المشروع بالتعاون مع أخي الأصغر، فأصبحنا نقدم المأكولات الشعبية، مثل خبز الخمير والعريكة التي نعمل على إعدادها بأنفسنا».