شهد أكثر من مليوني مسلم مساء أمس ختم القرآن الكريم بالحرم المكي الشريف وسط ترتيبات وتنظيمات أمنية محكمة أسهمت في الحفاظ على أمن المعتمرين وسلامتهم وسهولة وصولهم إلى المسجد الحرام؛ لحضور ختم القرآن، وشهد الحرم الشريف أكبر كثافة بشرية منذ بدء شهر رمضان؛ حيث حرص المعتمرون والزوار وشريحة كبيرة من أبناء مكة على حضور ختم القرآن الكريم بالحرم الشريف، وألسنتهم تلهج بالدعاء بأن يعتق الله رقابهم من النار، ويتقبل منهم الصيام والقيام، ويغفر ذنوبهم، وامتلأت أروقة وأدوار وأسطح الحرم الشريف، وكذا الساحات المحيطة به بالمصلين، الذين قدموا من كل فَجّ وصَوْب. واستعدت الجهات الأمنية المعنية بمتابعة حركة الحشود البشرية مبكرًا، وقامت بنشر أفرادها على الطرق المؤدية كافة إلى ساحات الحرم الشريف، وقامت قوات الطوارئ المعنية بإدارة حركة الحشود البشرية في الساحات الجنوبية، بإيجاد مداخل ومخارج تمتد من طريق المسيال وشارع إبراهيم الخليل لإيصال المعتمرين إلى صحن الطواف، وتوجيه المصلين إلى التوسعة السعودية الثالثة، التي استوعبت ما يقارب 800 ألف معتمر، فيما تم إيجاد نقاط فرز ميدانية ومتنقلة تقوم بتوجيه المصلين إلى الصلاة في الأماكن الخالية، كلما رصدت ارتفاع الكثافة البشرية في مناطق معينة. وتابع قائد قوات أمن العمرة الفريق أول خالد قرار الحربي الوجود الأمني والخدمات الأمنية والمرورية وعمليات إدارة الحشود، ولوحظ وهو يتنقل بين الساحات الشرقية والجنوبية والغربية. ودعا إمام المسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن السديس دعاء ختم القرآن، وكان دعاءً جامعًا شاملًا ركّز فيه على إصلاح أحوال المسلمين في كل مكان، وجمعهم على الكتاب والسُّنَّة، وأن يحفظ الله لهذه البلاد عقيدتها وقيادتها وأمنها واستقرارها، كما دعا الله سبحانه وتعالى بأن يصلح شباب المسلمين وشاباتهم، ويرزقهم منهج الوسطية والاعتدال.