سورة النمل العظيمة بالقرآن الكريم فيها من الحكمة والعبر ما يكفي الإنسان للاستنارة بحياته بهدي من القرآن الكريم وتعاليمه الشاملة، ونعم الله سبحانه وتعالى التي أنعم علينا بها لا تعد ولا تحصى مهما قدمنا لها من حمد وشكر تظل تفوق مقدرتنا وعلمنا، يقول الله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ)، وهنا يخبر سبحانه تعالى عما أنعم به على عبديه ونبييه داود وابنه سليمان، من النعم الجزيلة، والصفات الجميلة، وما جمع لهما بين سعادة الدنيا والآخرة، والملك والتمكين التام في الدنيا، والنبوة والرسالة في الدين، وقال داود وسليمان: الحمد لله الذي فضلنا بما خصنا به من العلم الذي أتاناه، دون سائر خلقه من بني آدم في زماننا هذا على كثير من عباده المؤمنين به في دهرنا هذا، فإن الله لم ينعم على عبد نعمة فحمد الله عليها، إلا كان حمده أفضل من نعمته. وقصة نبينا سليمان مع النمل من القصص العجيبة وذات الحكمة والأبعاد التي لا زلنا نستسقي منها حتى يومنا هذا وخصوصًا في تبسمه لقولها، في قوله تعالى: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)، وفسر قول نبينا سليمان بأن ربي ألهمني أن أشكر نعمتك التي مننت بها عليّ، وعلى والدي بالإسلام لك، والإيمان بك، وإذا توفيتني فألحقني بالصالحين من عبادك، والرفيق الأعلى من أوليائك، وأدرج نبينا سليمان ذكر والديه عند ذكره إنعام الله تعالى عليه لأن صلاح الولد نعمة على الوالدين بما يدخل عليهما من مسرة في الدنيا وما ينالهما من دُعائه وصدقاته عنهما من الثواب، وهذا ما نبتغي تعلمه دائمًا ذكر والدينا والدعاء لهم في دعواتنا. وما نتعلم من هذه القصة أيضًا ما يسمى بقوانين النمل العشرة، والقانون الأول: المصلحة العامة، والقانون الثاني: الثقة بالنفس، والقانون الثالث: المسؤولية، والقانون الرابع: المبادرة، والقانون الخامس: الإنجاز، والقانون السادس: تقديم الحلول، والقانون السابع: استشراف المستقبل، والقانون الثامن: اليقظة، والقانون التاسع: الاعتذار، والقانون العاشر: الابتسامة، ومتى ما طبقناها سوف نشعر بفارق كبير في حياتنا وتعاملنا مع من حولنا من قيم وأسرة ومجتمع ووطن.