ادلى الناخبون في كولومبيا بأصواتهم، أمس في انتخابات رئاسية تثير انقسامًا عميقًا ومخاوف من احتمال أن يقوض الفائز فيها اتفاقية هشة للسلام مع مقاتلي جماعة القوات المسلحة الثورية الكولومبية الماركسية (فارك) أو يعطل النموذج الاقتصادي المؤيد لقطاع الأعمال في البلاد. وفي أول انتخابات منذ التوقيع على اتفاقية السلام في 2016 مع فارك يحدد الناخبون الشخصية التي ستحل محل الرئيس خوان مانويل سانتوس، الذي فاز بجائزة نوبل للسلام لإنهائه الصراع الذي استمر 50 عامًا في كولومبيا. وتعهد أبرز المرشحين اليميني إيفان دوكي بتغيير بنود اتفاقية السلام، وسجن المتمردين السابقين؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وقال المرشح اليساري جوستافو بيترو، الذي احتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي إنه سيعدل السياسة الاقتصادية لكولومبيا، ويعيد توزيع الثروة من الأغنياء للفقراء. ويؤكد الدكتور دوكي، كما يلقبه أنصاره، في معرض الكشف عن طموحاته بالنسبة لكولومبيا في حال انتخابه، أنه يرغب في أن يكون الرئيس الذي يوحد البلاد حول رؤية مستقبلية. ويضيف في مقابلة مع صحيفة «إل تييمبو»، أنه يرغب في أن يكون الرئيس الذي يوحد البلاد حول رؤية تشمل المساواة وروح المقاولة وترسي العدالة وتقضي على الفقر، مضيفًا أن بلاده بحاجة إلى رؤية أمل لتوسيع دائرة الطبقة المتوسطة وجسر الهوة بين الأغنياء والفقراء. دوكي يبلغ من العمر 41 عامًا، واذا وصل إلى سدة الرئاسة يصبح بذلك أصغر رئيس للجمهورية في تاريخ البلد الجنوب أمريكي. وتمكن هذا المحامي الذي اقتحم عالم السياسية من أن يصبح في ظرف وجيز أيقونة لليمين الكولومبي وإحدى الشخصيات السياسية البارزة في البلاد. ويعود انخراطه في العمل السياسي الى الصدفة حينما انتخب في 2014 سيناتورا عن حزب الوسط الديمقراطي بفضل دعم زعيمه ألفارو أوريبي. وتعرف الرجلان على بعضهما البعض سنة 2001 خلال زيارة أجراها أوريبي الى مقر البنك الأمريكي للتنمية بواشنطن، الذي كان ماركيز يتولى إدارة قسمه المكلف بالثقافة والإبداع والتضامن. وتخرج ماركيز من جامعة سيرجيو أربوليدا ببوغوتا، وحصل «الزعيم الجديد لليمين» بكولومبيا كما وصفته صحيفة «إل باييس» الإسبانية، على شهادتي ماجستير في القانون الاقتصادي الدولي من «أمرييكان يونوفيرستي» والتدبير العمومي من جامعة جورجتاون بواشنطن. ومكنته تجربته العريقة من الاطلاع على الملفات الاقتصادية الكبرى المتعلقة بتنمية كولومبيا التي يعاني سكانها من الفوارق الاجتماعية (28 % منها تعاني من الفقر)، وفقًا لأحدث الأرقام الصادرة عن اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية والكاريبي. وبدأ إيفان مساره المهني سنة 1999 كمستشار في بنك التنمية لأمريكا اللاتينية، قبل أن يلتحق بالعمل كمساعد بوزارة المالية الكولومبية. وبين 2001 و2013 عمل بالبنك الأمريكي للتنمية؛ حيث شغل على الخصوص منصب مستشار في شؤون دول كولومبيا والبيرو والإكوادور، ورئيس قسم الثقافة والإبداع والتضامن.