رفض كارين كارابتيان القائم بأعمال رئيس الوزراء في أرمينيا اقتراح زعيم المعارضة نيكول باشينيان- إجراء محادثات الجمعة، بينما تواصلت الاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد. وأرمينيا، وهي حليف وثيق لروسيا، في خضم أزمة سياسية منذ أسبوعين شهدت خلالهما احتجاجات مناهضة للحكومة دفعت رئيس الوزراء سيرج سركسيان للاستقالة يوم الإثنين. ولم يتوقف المحتجون عند استقالة سركسيان؛ ما يوضح أنهم يعتبرون الحكومة بأكملها مشاركة في مساعيه لنقل السلطة من الرئيس إلى رئيس الوزراء. وقال المكتب الإعلامي لكارابتيان في بيان: «لا يرى القائم بأعمال رئيس الوزراء فائدة من المشاركة في 'محادثات' لا توجد فرصة في أن تسفر عن حل». وقال زعيم المعارضة باشينيان بعد هذا الرفض إنه سيواصل الدعوة لخروج الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وولد باشينيان في 1 يونيو 1975 في بلدة إيجيفان في أرمينيا، وفي التسعينيات، طرد من قسم الصحافة في جامعة يريفان بسبب نشاطه السياسي، ورغم ذلك مارس العمل الصحفي، وفي 1998 أسس صحيفة «أوراغير» وبات رئيس تحريرها، وعمل بعد ذلك في عدة صحف محلية. وفي 2008، خاض الانتخابات الرئاسية الأرمينية التي فاز بها الرئيس الأسبق ليفون تير بتروسيان، وتعرض للملاحقة الجنائية بعد أعمال شغب قادها في بداية مارس من نفس العام. ومطلع 2010 حكم عليه بالسجن 7 سنوات بتهمة تنظيم المظاهرات وأعمال الشغب، لكنه خرج من السجن بعد عام واحد من حبسه بموجب عفو عام صدر في البلاد. وفاز بعضوية البرلمان في 2012 ودخل منظمات عدة سياسية؛ لينتهي به الأمر إلى ترؤسه حزب «ييلك» وفوزه بعضوية البرلمان في 2017 ضمن قائمة الحزب المذكور. وفي أبريل 2018، تزعم الاحتجاجات المناهضة لانتخاب رئيس الجمهورية السابق سيرج سركيسيان رئيسًا للوزراء، التي استمرت حتى أجبرت سركيسيان على الاستقالة. يعرف عن باشينيان، توجهاته الغربية، وكان من مؤيدي تقارب أرمينيا مع الاتحاد الأوروبي، ويزعم أن بلاده انضمت إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي «قسرا». ويصف العلاقات بين روسياوأرمينيا ب»العلاقة بين المتكلم والمستمع»، وينتقد دوما مواقف السلطات، ويعتقد أن أرمينيا خسرت في قضية التوازن العسكري مع أذربيجان «بسبب التدخل الروسي». وعلى صعيد إقليم قره باغ الجبلي المتنازع عليه بين أرمينياوأذربيجان، دعا باشنيان إلى مشاركة هذا الإقليم، في المفاوضات كافة حول تقرير مصيره، وبمعزل عن الإملاءات من موسكو ويريفان وباكو. وفي الفترة الأخيرة حاول باشينيان تبني الاعتدال، وقال في حديث صحفي أخيرًا: إن الاحتجاجات لا تحمل أي توجهات جيوسياسية، وليست ضد روسيا أو الولاياتالمتحدة أو الاتحاد الأوروبي، أو حتى إيران، بل هي ضد الفساد والإدارة الفاشلة. كما شدد على أنه لا يطالب بخروج بلاده من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم روسياوأرمينيا وبعض جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.