استعرضت للدكتورة هند باغفار، الموروثات الفنية الحجازية، بأسلوب علمي وتسلسل تاريخي، مع عرض لأمثلة نغمًا ولحنًا، وذلك خلال استضافتها أمس الأول في الصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي، حيث بدأت حديثها من أول نقطة على سطر الموسيقى الممتد من هابيل إلى يومنا هذا، واعتبرت أن أول أغنية في التاريخ هي مرثية قابيل على هابيل، وعرّفت المعازف بأنها: كل آلة تخرج أوتارها نغمات مثل العود، القيثارة، القانون وغيره، وقالت عن المزاهر بأنها هي الدفوف التي توقع عليها القيان، وأصل كلمة قيان مأخوذة من بنات قايين اللاتي اخترعن المزامير، وأكدت باغفار أن جميع هذه الفنون يعود للأورمة العربية. كما تحدثت باسهاب عن البوادي في المملكة العربية السعودية واحتفاظها بالكثير من سماتها وخصائصها، حيث احتفظ أهلها بعاداتهم وتقاليدهم وفنونهم الشعبية، واستعرضت مختلف الايقاعات الحجازية كالحدري الذي يعتبر أسبق أنواع الغناء عند العرب لأنه الأقرب إلى الفطرة ومناسب لظروف الصحراء والرعي، وعندما انتقل الحداء للمدن والأمصار سماه العامة «الركباني»، وأما الموسيقى في العصر الجاهلي من حيث أهميتها على كافة الأصعدة، فحين خوض المعارك بالموسيقى، يتفاخرون ويولمون وينشدون الشعر ويرثون ويلهون بالموسيقى، وظلت الآلة مقتصرة على الأشكال القديمة مثل الصنوج والجلاجل وآلات الزمر، وألمحت إلى أن العود يسمى البربط يصنع بطنه من الجلد. كما استعرضت أشهر مناسبات الحداء وطرق أدائه وأشهر مصادره ومراحل تطوره؛ الموال، المجس، المجرور، المجرور الطائفي، المروبع، المزخرف، مجرور بكسرة، وأنواع الإيقاعات، دور القصاد، طريقة لعب المجرور ومناسباته وأوردت أمثلة. واعتبرت باغفار أن الدانة لؤلؤة في قلب المحار، عرفت في سواحل الدول الخليجية منذ 150 عامًا، ابتكرها صيادو الخليج وطورت كل منطقة أداءها حسب قدرة كل مكان، وأرجعت نشأة الدانة الأولى إلى اليمن. الأمسية حفلت بالكثير من أشكال الغناء في كل العصور وكل المناسبات واحتفالات الأعياد، والخبيتي، والعسيري الرديح وأكدت انتماء المزمار للحجاز واستعرضت تاريخه. وقد حظيت الأمسية بتفاعل ومداخلات من الحاضرات، وبهذه الأمسية اختتم الصالون الثقافي النسائي موسمه السادس مسجلاً نجاحًا يضاف إلى نجاحاته على مدي السنوات الماضية، كما أعلنت ذلك مديرة الجلسة نبيلة محجوب.