منذ زمن قريب وتجارنا منا وفينا والباعة هم من أهل البلد ويفخر أحدهم أن يكون بائعًا في دكانه، أو في متجره بل إن أسواقًا بكاملها في البلد عرفت بأن تجارها والباعة فيها من أهل البلد، فالرياض على سبيل المثال كانت فيه قيصريات إلى عهد قريب قد لا يتجاوز 40 عامًا عرفت هذه القيصريات منذ إنشائها باسم أهلها من السعوديين وكانت تجارتهم اليسيرة آنذاك منتشرة في عدد من أحياء الرياض القديمة وكانت هذه الدكاكين والمحلات الصغيرة التي يمارسون فيها تجارتهم نواة لتجارتهم الكبيرة التي نشطت فيما بعد وهناك أسر كونت تجارتها بنفسها وبسواعد أبنائها من السعوديين مما أكد أن الكثير من أهل البلد ممن مارس التجارة لديهم القدرة على إدارة تجارتهم والاعتماد بعد الله على أنفسهم وعلى أبناء بلدهم. ومع ازدياد قدوم العمالة الوافدة إلى بلادنا في سنوات مضت عمل بعضهم في عدة مناشط ثم رويداً رويداً اختفى البائع السعودي عن السوق أو كاد، وباتت ممارسة المهن والأعمال الحرفية من قبل السعوديين محدودة ومعدودة، وتغيّب كثير منهم عن المشهد وتصدرته العمالة الوافدة، وأصبح جيل الأبناء لا يرى في أسواقنا إلا الباعة من العمالة الوافدة التي كونت لنفسها وجودًا بدرجة امتياز، فتبرمجت عقول كثيرمن الأبناء على أن هذه الأعمال لا تمارسها إلا العمالة الوافدة. لكن مع حقبة جديدة نعيشها اليوم في التوجه الجاد نحو سعودة الوظائف والمهن صار من اللازم أن يعود الشباب لذكرى الآباء الذين عملوا ومارسوا في فترة مضت البيع والشراء واضعين نصب أعينهم مقولة (التجارة غارات المؤمنين). يا شباب الوطن هي فرصة مواتية لنراكم في هذا الميدان الذي لا ينضب عطاؤه.. وليعلم الشاب أن البلد حباه الله بالكثير من النعم وهو أرض مباركة وأرض ولادة فمكانك الطبيعي أن تعد نفسك لقبول فرص السوق الواعدة ففيها رزق عظيم وخير عميم، فقط اطرق الباب ينفتح لك.