كانت واقعة الاستعراض بالكلاب وتخويف المشاة في ممشى الهجرة بالمدينةالمنورة، إنذارا بالخطر من بعض السلوكيات الغريبة التي انتشرت مؤخراً بمحيط الممشى الأكثر كثافة من الرواد ومحبي رياضة المشي، لما يمتاز به من تصميم ومساحات شاسعة، قد لا تتوفر في أماكن أخرى. هذا الممشى الذي كان متنزها يقبل عليه الناس من أهالي المدينةالمنورة، تحول إلى مسرح مفتوح لعدد من السلوكيات السلبية، منها الاستعراض بالدراجات النارية أو الهوائية، ومن بعدها دخلت الكلاب في تلك المنافسات الاستعراضية، مع سلوكيات أخرى لم يعهدها رواد الممشى كان من أبرزها افتراش الشباب في منتصف طريق المشى، وتجاوز ذلك ليتنافسون بينهم في ألعابهم المختلفة مثل البلوت أو الألعاب الورقية المختلفة مصطحبين معهم أدوات الأرجيلة لينتشر دخانها في محيط الممشى، ولَم يتوقف الأمر عند ذلك بل أصبح الممشى مقصداً للجمعيات الخيرية؛ تستخدمه لإيقاف مركباتهم في بعض الأوقات وتعطيل طريق الممشى أو وضع الكراسي المختلفة ورفع الأخشاب لإقامة مسارح تفتقد للتنظيم، وتطور الأمر إلى أن أصبح ممشى الهجرة هو الموقع الذي تتنافس عليه الجهات والهيئات الحكومية لتسويق الأكشاك المختلفة مقابل أجر، مستثمرين ازدحام المتنزهين. وبالعودة إلى واقعة الكلاب التي صورتها عدسة إحدى السيدات، وظهر من خلالها 3 شبان يصطحبون كلاباً تصنف بالشرسة ويستعرضون أمام المارة ويلوحون بفك الرباط عنها إن عكر صفوهم أحداً، تلك الواقعة حولت الأنظار لذلك الممشى الذي ظل يعاني الإهمال وعدم المبالاة من قبل الجهات ذات العلاقة، وتجاهل الأصوات المنادية بوضع الحلول العاجلة لجعله بيئة تصلح فقط لممارسة الرياضة، في مدينة لا تملك خيارات كثيرة لممارسة الهوايات. الشرطة: تكثيف التواجد لطمأنة الأهالي من جانبها أكدت شرطة منطقة المدينةالمنورة في بيان صحفي على أهمية المحافظة على المرافق العامة والاستفادة مما تم تنفيذه من مشاريع تنموية تهدف في المقام الأول إلى تقديم أفضل الخدمات للمستفيدين من مختلف الفئات العمرية، ومنها مشاريع (الممشي) في مختلف أحياء المدينةالمنورة. وأضافت أنه من هذا المنطلق تهيب شرطة منطقة المدينةالمنورة بالجميع مواطنين ومقيمين وزائرين؛ بالاستفادة من هذه المنشآت الترفيهية الحيوية وفي ذات الوقت الالتزام بالأنظمة، والابتعاد عن أية ممارسات قد تعكر صفو المستفيدين من تلك المنشآت أو المشاريع من خلال التقيد بالآداب العامة والقيم الإنسانية والدينية في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم. كما أن الشرطة ستعمل على تكثيف تواجدها في تلك المواقع للتأكد من استمرار الاستفادة من تلك الخدمات بكل طمأنينة. المرور: رصد مخالفات وردع من لم يلتزم بالتعليمات أكد مدير إدارة المرور بمنطقة المدينةالمنورة العقيد الدكتور صلاح الحربي أنه تم ضبط مجموعة من الدراجات بمختلف أنواعها بممشى الهجرة، كما تم رصد مركبات لم تلتزم بتعليمات وأنظمة المرور، مؤكدا أن الرقابة مستمرة بالدوريات السرية والرسمية لضبط من يخالف تعليمات وأنظمة السير في مثل هذه المواقع، لينعم مرتادو الطريق سواء قائدي مركبات أو مشاة بالأمن المروي على أنفسهم. وأهاب الحربي بالجميع أن يتحلوا بالقيادة المنضبطة في المناطق المأهولة، وبالتحديد بالمواقع التي خصصت من أجل ممارسة الرياضة. مرتادو الممشى يشيدون بالتواجد الأمني «المدينة» رصدت تواجد الجهات الأمنية بشكل مكثف في محيط ممشى الهجرة بالمدينةالمنورة لرصد أي مخالفات سواء في المركبات أو الأفراد، ولوحظ وجود نقاط تفتيش وضعتها إدارة مرور المدينة مساء أمس لرصد المركبات المخالفة لأنظمة وتعليمات المرور، وكانت من أبرز المخالفات التي تم رصدها هي عدم حمل الكثير من الشباب لرخص القيادة ومخالفة التظليل. وفي الجانب الآخر تواجدت الجهات الأمنية لرصد أي مخالفات أو سلوكيات خاطئة في ممشى الهجرة، وهو ما أدى لارتياح كبير لدى رواد الممشى وعزز من تواجد الكثير من الأسر لممارسة الرياضة. أشاد عدد من مرتادي الممشى بتواجد الجهات المعنية في محيط المنطقة مما أعطى الأمان لكثير من العائلات التي تتردد على الممشى لممارسة الرياضة بكل أريحية. يقول عبدالرحمن الزهراني: أصبحت أشعر بالراحة لوجود الجهات الأمنية وباستطاعتي ممارسة الرياضة دون أي مضايقات أو سلوكيات خاطئة. أما مصطفى محمود فأشار إلى أن تلك السلوكيات جعلت البعض يتوقف عن رياضة المشي وأغلبهم من النساء، حيث تضايق الكثير من الأخوات في الممشى من وجود سلوكيات خاطئة منها دراجات نارية وإحضار الحيوانات. انتهاك حقوق الآخرين تقول الأخصائية النفسية نجود قاسم إن انتهاك حقوق الآخرين في الراحة وإزعاجهم، تعد من أشكال اضطراب السلوك، حيث يقوم الأطفال أو المراهقين ممن يشعرون بالقوة والهيمنة سواء من ناحية بدنية أو اجتماعية أو مادية أو غيرها بإزعاج الآخرين، ويرافق ذلك هو عدم إحساسهم بالندم أو بتذمر الطرف الآخر، ويتسم سلوكهم عادة بالقسوة وهو نتيجة لما عاشه هؤلاء المعتدين على حقوق الآخرين، فهم ضحايا لمثل هذه القسوة في المنزل أو المدرسة، وهذا ما نسميه بالعوامل الاجتماعية التي تكون من ضمن مسببات هذا النوع من السلوك الذي يؤثر سلبا على الآخرين. ظاهرة سيئة تشير مزون الحربي (مؤسسة مبادرة مشاة طيبة النسائي الرياضي) إلى تحول الممشى إلى مسرح للظواهر السيئة، فتقول: تجد أكل غير صحي على يمينك وعلى يسارك تجد المعسلات، بالإضافة إلى إقامة أنشطة وفعاليات غير مرخصة أدى إلى ضعف مكانة الممشى والهدف الذي صنع من أجله.