تحمل اللنشات البحرية متنزهي ينبع لعوالم المتعة والرفاهية، وتقدم لهم رباعية النزهة والصيد والاستمتاع بمناظر الشعب المرجانية، ومشاهدة الكائنات الحية في البحر، وفي المقابل يشمّر أصحاب اللنشات عن سواعدهم لاستغلال فترة الإجازة والطلب الكبير على ركوبها، ويحاولون تعويض ركود الطلب على ركوب اللنشات أيام الدراسة، حتى أصبح الكثير منهم ينتظر موسم الإجازات، ويستعد له لكي يبحث عن لقمة عيشه من المتنزهين الراغبين بالتنزه أو الصيد، حتى إن البعض منهم يبدأ يومه من بعد صلاة الفجر إلى بعد الغروب، ويتحمل مشاق التعب وقلة النوم؛ في سبيل توفير لقمة عيش له ولأبنائه. مقصد سياحي فهد هلال السليماني يقول: «إن ينبع تعتبر مقصدًا سياحيًّا لجميع سكان المملكة، وليس ذلك فحسب بل يأتي الكثير من الزوار من دول الخليج العربي والدول الأوربية؛ نظرًا لجمال شواطئها وامتلاكها جميع مقومات السياحة البحرية، مضيفًا أنهم يكسبون رزقهم من العمل باللنشات البحرية منذ الصباح وحتى غروب الشمس، وتعتبر الإجازات من الأيام التي يستغلها جميع ملاك القوارب واللنشات؛ لأن العمل يكون كبيرًا، ويزدحم البلد بالزوار ويكثر الطلب على ركوب اللنشات، بهدف التنزه وهم الغالبية العظمي؛ حيث نصطحبهم باللنشات، ونقوم بالشرح لهم عن كل شيء، ونجعلهم يشاهدون الكائنات البحرية والدلفين والسفينة الغرقانة»، مضيفًا أن جميع أصحاب اللنشات يتقيدون بوسائل السلامة، والتي تحفظ الجميع - بعد إرادة الله - فلا يمكن ركوب أي شخص إلا بعد لبسه لطوق النجاة، ويوجد بكل لنش أجهزة عدة خاصة بتحديد المواقع، وأجهزة تتبع من قيادة حرس الحدود للمساعدة في حال احتياج لهم أي لنش أو قارب. معدات التصوير تحت الماء ياسر حمد الرفاعي أحد مدربي الغوص، وصاحب أحد اللنشات بشرم ينبع، قال: «تعتبر الإجازة فرصةً لنا لأن ينبع محافظة يزدحم بها الزوار والمتنزهون من جميع أنحاء المملكة، ويحرص كل زائر أن يركب اللنشات البحرية بهدف التنزه برفقة عائلته»، ويقول إنه ليس لديه نزهة وصيد فقط، وإنما يقوم بالتدريب من يحب الغوص، وهو الغوص بالمعدات والتصوير تحت الماء؛ حيث ينزل وبغوص برفقة المدرب ويكتشف الحياة البحرية تحت الماء، وتنفس الهواء المضغوط، ويضيف أن جميع الغواصين ينبهرون من جمال الشعب المرجانية، والغوص ببحر ينبع؛ نظرًا لامتلاكه مقومات الطبيعة البحرية الجميلة والخلابة والكائنات البحرية المختلفة، ويضيف أنه يصطحب الكثير من القروبات من داخل ينبع وخارجها، ومن دول كثيرة مثل بريطانيا وفرنسا وإيطاليا؛ حيث يحرصون على مشاهدة حطام سفينة في قاع البحر، وتوجد بعمق 160 قدمً، ويعتبر هذا الحطام قبلة للغواصين من جميع دول العالم، وهي تبعد عن شاطئ الشرم نحو 18 كم. إرشاد الزوار وتعليمهم الصيد عبدالحميد الجهني يقول: «إن جميع المتنزهين يطالبون منا النزول للجزيرة البريدي وشبه الجزيرة بالشط الثاني، والتي كانت متاحةً للجميع بالنزول بها قبل 8 أشهر، ولكن في هذا الوقت يمنع النزول لها، ونطالب بضرورة السماح للعوائل بالاستمتاع بالجزر والنزول لشواطئ الرملية، وتوفير المظلات ودورات المياه، ونطالب من بلدية ينبع ضرورة نظافة الشط الثاني المقابل للشرم؛ حيث إنه يحتاج إلى نظافة». ويضيف بأننا «نحرص بالتواجد غالبية النهار باللنشات، واصطحاب العوائل والزوار، ونرشدهم ونشرح لهم عن كل شيء بالبحر، وفي حال كانت الرحلة خاصة بالصيد نوفر لهم كل شيء يحتاجونه، ونقوم بتعليمهم على الصيد؛ مما يجعل الكثير منهم يعود مرة أخرى لممارسة الصيد؛ لأنه يعتبر استمتاعًا في قضاء وقت يستفيد منه الإنسان». رئيس قوارب الصيد: مهرجان خاص لأصحاب اللنشات واليخوت يقول رئيس قوارب الصيد صالح مديسيس الرفاعي: «إننا نطالب بإقامة مهرجان خاص بنا نحن أصحاب اللنشات واليخوت والقوارب؛ حيث إننا لدينا بمرسى الشرم فقط نحو 60 قاربًا غير القوارب بالمراسي الأخرى، ونطلب من هيئة السياحة دعمنا في هذا المهرجان؛ من حيث توفير الرعاة والداعمين، خاصةً أن ينبع بها الكثير من الشركات، والتي سوف تقوم بدعمنا لو كانت هناك جهة رسمية ترعى مهرجانًا خاصًّا بنا»، ويقول: «إن لدينا برامج وفعاليات جاهزة، تم الاتفاق عليها من قبل أصحاب اللنشات والقوارب واليخوت، ومنها سباق عرب وعجم لجميع الجنسيات، ولدينا برامج وفعاليات بحرية لذوي الاحتياجات الخاصة، وفعالية سباق القوارب الشراعية، ومسابقة صيد السمك، والتجديف والسباحة الحرة. ويضيف أن «الكثير من أصحاب اللنشات يعتاش ويوفر لقمة عيش أبنائه من هذا اللنش، وليس له دخل آخر سوى ما يجنيه من هذا اللنش»، وأن هذا المجال يحتاج إلى صبر وقوة تحمل وخبرة بالبحر؛ لأن جميع من يركبون معك يعتبرون أمانة معك؛ لأن منهم الطفل والحرمة والرجل الذي لا يستطيع السباحة.. ويضيف أن «موسم الإجازات يعتبر فرصةً كبيرةً لأصحاب اللنشات للكسب المادي؛ نظرًا لطلب الكبير من جميع الزوار والمتنزهين وكذلك الشباب، على ركوب اللنشات سواء كان بغرض التنزه أو الصيد، ويحرص كل صاحب لنش على التواجد؛ لأن غالبية أوقات العام متوقف فيها اللنش سوى أيام الخميس والجمعة، والتي يستغلها بعض الشباب في ممارسة الصيد، والتي تمتد من 5 – 7 ساعات، وقد تستمر في الليل حسب طلب الزبون، ولا يمكن أن نبحر إلا عن طريق إذن حرس الحدود، ويتم تحديد الوقت والموقع، وجميع لنشاتنا مزودة بأجهزة مثل تحديد المواقع وجهاز تتبع مرتبط بحرس الحدود، وإرسال الإنذارات في حال طلب المساعدة»، وعن سعر الرحلة يقول: «تختلف الأسعار من لنش إلى آخر؛ حيث إن بعضها يتراوح من 200 - 300 ريال للساعة الواحدة، وبعضها من 150 - 200 ريال للساعة الواحدة، وسبب اختلاف الأسعار يعود إلى نوعية وسعة اللنش وقوة المحرك. ويعتبر مرسى الشرم من أرخص المراسي بينبع».