أحيانًا تذيقنا عسلا طيبًا نستمتع بحلاوته، لكنها فجأة تجرعنا لدغات مؤلمة جدًا، قد تبقي تلك اللدغات أثرًا، وقد يدخل السم في قلوبنا، وقد يؤدي بحياتنا وصحتنا، ولكن كعادة السم قد يكون علاجًا أحيانًا. نعم ربما تلك اللدغات توقظنا من سبات عميق، ربما تلك اللدغات خير لنا فعلًا، صحيح أننا لن ننسى ألمها ولكن سيكون لنا أجرًا، حتى أثرها سيضفي لأنفسنا شعورًا بأن الله حبانا من لدنه لطفًا، لذلك سنأخذ دواءً ليطهر ذلك السم من قلوبنا ولكي يتمكن من ازالته تمامًا من صدورنا لنعيش حياتنا بارتياح، فذلك الدواء هو خير دواء لكل من تجرع مرارة ضياع الوفاء، ومن انصدم ونزفت دماء قلبه وصارت هباء. قال سبحانه (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ، وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ، وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ). فما أروع أن تداوي جروحك بعفوك، فهو خير في دنياك وفي آخرتك، فإن أبقيت جروحك تنزف أنهارًا، ستزيد على نفسك ألما على ألم، ولكن إن عفوت ومن الشيطان استعذت سيطيب جرحك قريبًا ويبرأ وإن كان عميقًا. رغم أن هناك أناسًا يخطئون ولا يزالون يخطئون ولا يفكرون بالاعتذار أولئك مثلهم صعب أن يعفو القلب عنهم، لكننا حينما نذكر أجر العافين عن الناس والكاظمي الغيظ ونرجو ما عند ربنا ونتساءل داخل أنفسنا.. أليس الله أعظم عفوًا وأجرًا.. وسيعيننا ربنا بإذنه وبحوله وقوته وسيكون معنا لأننا أطعناه وعفونا عمن ظلمنا.