- مرت ثلاث سنوات على بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، كانت زاخرة بالأحداث النوعية داخليا وخارجيا، ثلاث سنوات انتقالية بكل ما يعنيه الحزم والعزم والحنكة والطموح. - ثلاث سنوات لسياسة الحزم الذي لا يتردد، والعزم الذي لا يلين، استهلت بثلاث قمم دولية أرست للرياض مكانتها الجديدة، وحوَّلت أنظار العالم إليها كمركز لصنع القرار وقيادة التحول، وفي جولة سامية على عدد من الدول أدار -حفظه الله- العلاقات الدولية للمملكة بتحالفات وشراكات متينة، وُجهت لخدمة القضايا العربية والإسلامية وللتنمية الداخلية وتعزيز الأمن وتمتين الاقتصاد. - تصدَّت سياسة الحزم لأطماع الدولة الصفوية ولأتباعهم الخونة، وجمعت شمل الدول الإسلامية في تحالف ضد ما يتهدد أمنها من تنظيماتٍ وأحزاب إرهابية، فأطلق عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية التي قوضتها جماعة الحوثي الإيرانية، وقطع العلاقات مع نظام الحكم القطري الموالي لإيران بعد صبر دام أكثر من عشرين سنة. - وداخلياً استهدف سلمان الحزم رفع مستوى كفاءة أجهزة الدولة ومؤسساتها بتغيير جذري في هيكلها، قضى خلاله على الترهلات الإدارية، ورشَّد الجهود، ودعم التنسيق بينها، مع متابعة تقويمية لأدائها ومشاريعها وحركة نشطة بين إحلال وإبدال ودعم واستحداث، وأطلق حملة صارمة ضد الفساد هي الأضخم في تاريخ المملكة. - دفعت الحكمة السلمانية بجيل الشباب لصدارة المشهد السعودي، وأسند ولاية العهد لعرَّاب الرؤية الوطنية وأيقونة التحوُّل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي اختصر سنوات عديدة من التدرُّج والانتظار بحزمٍ وجُرأة وثقة. - انتصرت السياسة السلمانية الداخلية لمتطلبات عصرية بقيت سنوات طوال؛ رهينة التردد والنقاش على إلحاحها وتأثيرها على اقتصاد الوطن والمواطن، فسمح للمرأة بالقيادة، وسمح بمنح تراخيص لإنشاء دور السينما. - كما أُنشئت هيئة الترفيه التي تُحقِّق روزنامة فعالياتها تصاعداً مذهلاً في استقطاب نجوم العالم، ما يدعم مكانة المملكة حضاريا وثقافيا. - وفي الثلاث سنوات الحازمة الطموحة، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع (NEOM)، والذي سيكون مثلثاً في ثلاث دول هي «السعودية ومصر والأردن»، ليكون أفضل منطقة للعيش في العالم. - ثلاث سنوات بثلاثين سنة مما يعد أعداؤه، قوَّض خلالها كيد عشرين عاماً لتنظيم الحمدين في قطر ولعدوان الدولة الصفوية وأذنابها في المنطقة. - ورغم انخفاض أسعار النفط، وعاصفة الحزم، وتكاليف إعادة الأمل، وما أُنفق في اتفاقيات دولية متنوعة لدعم الأمن السعودي والصناعات العسكرية والتنمية الداخلية، ختم سلمان الحزم سنته الثالثة بإعلان أضخم ميزانية في تاريخ المملكة منذ إنشائها. - نُجدِّد بيعتنا لمليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ولولي عهد الأمين محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حمى الله بلادنا وحكومتها وشعبها.