في رحابِ مكةَالمكرمةِ مهبطِ الوحيِ المبينِ، ومن جوارِ بيتِ الله الحرامِ قبلةِ المسلمين، وبين أروقةِ جامعةِ أمِّ القرى مَهْوى المنتسبينَ لشرفِ العلمِ وشرفِ المكانِ- عُقِدَتْ ندوةُ العملِ بالمسجد الحرام (ضوابطه - نوازله - وآدابه)، وكانت بالتعاون بين كلية الشريعة والدراسات الإسلامية والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، بحضور كوكبة من الضيوف الفضلاء، يتقدمهم معالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بأم القرى سابقا. وزادها شرفًا حضور عدد من أصحاب المعالي والفضيلة والسعادة كان منهم معالي الشيخ الفاضل الأستاذ الدكتور علي بن عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء سابقًا، الأستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بالجامعة التي حظيت بعمادته لها في فترة سابقة، وهو الآن يُسهم في التدريس في المسجد الحرام، ولا شك أن حضوره وأمثاله يعطي الندوة قيمةً عاليةً. ومن اللافت أن هذا النوع من الفعاليات يُعزِّزُ أواصرَ القيمِ الجامعيةِ والمجتمعيةِ بين المؤسسات، ويعضِّدُ روابطَ الانتماءِ لوطنِنا العزيزِ، ويؤكدُ الولاءَ لقيادتِنا الرشيدةِ، إضافةً إلى أنه يعكسُ الأدوارَ الجادةَ والمواثيقَ المتجذرةَ في أعماقِنا حيالَ مؤسساتِنا ومقدساتِنا تقديرًا وإجلالًا واعتزازًا. وهذه الندوة المباركة تستبينُ في السياقِ ذاتِه سبلَ التعاونِ والتآزرِ والشراكة؛ لتحقيقِ تنميةٍ مستدامةِ على الصعيدِ الجامعي والمجتمعي، وترسِّخُ منهجَ العملِ القويمِ ومنهاجِ التعاملِ الكريم في بيت الله الحرام، وتسعى لتأكيدِ ضوابطِهِ ونوازلِهِ وآدابِهِ، وتُسْهِمُ في تعزيزِ ذلك القصدِ الرشيدِ، الممتدِّ من شرفِ النبوةِ المحمديةِ الغراء في بلادِنا المباركة -حفظها الله- فتأهلت لأنْ تحملَ رسالةً قويمة في شريعتِها الدينيةِ وشرعيتها التأسيسية، لتستقيمَ بها على الجادةِ، وتتجددَ بها في نسيجِ الحياة. وتحظى بلادُ الحرمينِ الشريفينِ بمكانةِ سامقةٍ وريادةٍ سابقةٍ، تدعونا لبذل الغالي والنفيس خدمةً لهذا الوسم الشريف الذي تبوَّأناه في العالمِين، فيكون تعظيمنا لشعائرِ الله شعيرةً في نفوسنا، ويكونُ تعاملُنا بمقاصدِها ومضامينِها تثبيتًا لتقوى القلوب، {ذلك ومن يعظِّمْ شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}، وما تزالُ هذه الأمةُ بخير ما عظَّمَتْ هذه الحرمةَ حق تعظيمها.