مرت 7 سنوات على حي النزلة اليمانية بجدة الذي يضم بين جنباته بعض القصور الملكية القديمة، منذ إعلان مشروع تطوير منطقة قصر خزام في عهد أمين جدة السابق، المهندس عادل فقيه، ولا يزال أهالي حي النزلة يعانون الأمرّين، فلم تنطلق أعمال مشروع التطوير التي أعلن عنها، ولا واصلت أمانة جدة تقديم الخدمات البلدية للأهالي بالمستوى الذي يطلبونه. ورصدت عدسة «المدينة» خلال جولتها في الحي وشارع (أبو سعيد القزويني) الذي يعتبر الطريق الرئيس في منطقة قصر خزام، أرصفة متكسرة، ونفايات متراكمة، وغياب للحدائق والمنتزهات العامة، وطفوحات الصرف الصحي، وأبواب القصور الملكية مفتوحة على مصراعيها لكل عابث دون رقيب أو حسيب. وقال أحمد الجابري وهو أحد سكان حي النزلة اليمانية: خدمات النظافة تتردى يومًا بعد آخر، حيث تبقى أكوام النفايات في الحي ليومين وأحيانًا لثلاثة في ظل قصور خدمات المتعهد، فيما تقتنص القطط تلك الفرصة وتعبث وسط تلك الأكوام والروائح التي تزكم الأنوف. طفوحات المياه أما أبو ريان الحميدي - أحد سكان الحي - فقال: لم أجد بدًا من جمع مبلغ مالي شهري من الجيران، لشفط طفوحات الصرف الصحي في الحي بعد أن سئمت من انتظار شركة المياه الوطنية لفترات طويلة. وأضاف: كلما تطفح مياه الصرف الصحي يتم التواصل مع شركة المياه لإجراء حل جذري للطفوحات، وترد بأن الحي يقع ضمن مشروع تطويري، ولا يمكن إجراء أي حلول جذرية حاليًا سوى الشفط بالدينمو أو بالصهاريج، وبالتالي بات الحي معلّقًا، لا هو ضمن الخدمات الأساسية، ولا التطوير كما تردده الأمانة منذ سبع سنوات. وفي إحدى جنبات حي النزلة اليمانية، يلفت نظر الزائر قيام الأهالي بنصب مراجيح بدائية مكونة من الأخشاب، وتتدلى من فوقها حبال موثوقة، حيث طال انتظار الأهالي لوعود الأمانة حول الخطط التطويرية التي رأوها فقط في المجسمات التصورية للمشروع، فلم يجدوا بدًا من تحويل إحدى الساحات إلى ملتقى للأطفال والعوائل في الإجازات الأسبوعية. وقال عبدالرحمن الحربي: في ظل غياب الحدائق والمنتزهات العامة في حي النزلة، والذي كان في يوم من الأيام من أشهر الأحياء رقيًا وخدمات وتتوفر فيه مسطحات خضراء، اليوم تصحر الحي فلا يوجد تشجير فيه ولا حدائق عامة بفعل الإهمال، فتلك البرحة هي ملعب للأطفال والشباب وفي الوقت ذاته تضم مراجيح ولعبة للأطفال إضافة إلى أنها أيضًا ملتقى لعائلات الحي. قصور منسيّة وعند الحديث عن حي النزلة، لا يمكن تجاهل أهم معالمه، وهي القصور الملكية في منطقة خزام، وتحديدًا قصر الملك عبدالعزيز، والملك سعود، رحمهما الله، حيث بقيت أطلالهما شاهدة على إرث تليد، فيما الإهمال والنسيان يعتريهما. ويقول فهد الزايد، وهو أحد السكان القدامى: كان من الأجدر الاهتمام بهما وإبرازهما كإرث تاريخي يرتبط بمؤسس البلاد وابنه الملك سعود، وذلك من الجهة المختصة وهي (هيئة السياحة) ولكن طالتهما يد العبث والإهمال سواء من المخالفين أو من الأطفال، حيث إن بوابة أحد القصور مفتوحة على مصراعيها لكل من هب ودبّ لأن يعبث دون رقيب ولاحسيب. الأمانة تلتزم الصمت (المدينة) تواصلت مع المتحدث الإعلامي لأمانة جدة المهندس غسّان الزهراني بتاريخ 2 /2 /1439ه للاستفسار وطرح أربعة أسئلة عن المشروع وأسباب توقفه، والموعد الجديد لاستئناف العمل فيه مجددًا، والتعديلات الطارئة على التصاميم، إضافة إلى معاناة الأهالي من تدني مستوى الخدمات، وطلب إرسال تلك الاستفسارات، وبالفعل، تم إرسالها، وحتى ساعة إعداد التقرير لم يصل الرد رغم تكرار الاتصال. «السياحة» لا ترد كما تواصلت (المدينة) مع مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة مكةالمكرمة محمد العمري بتاريخ 27 /1 /1439 وسألته عن مشروع تطوير قصر خزام والمرافق المحيطة به، فطلب التواصل مع مدير العلاقات العامة بفرع الهيئة بجدة ياسر العبادي، وبالفعل تم التواصل معه في اليوم ذاته وسؤاله حول آلية التطوير، آلية الاستفادة من المرافق بعد انتهاء التطوير، وموعد انطلاق أعمال التطوير ونهايتها، وتكلفة المشروع، وحدود المنطقة المطورة، وطلب إرسال بريد إلكتروني بذلك، وبالفعل تم إرساله وحتى ساعة إعداد التقرير لم يصل الرد.