أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد، صاحبة ومؤسسة «المنصورية» - أن المؤسسة قامت بطباعة 200 نسخة من كتاب «جنيات لار»، قدمت منها 40 نسخة هدية للمكتبات العالمية والجامعات السعودية، شارحة علاقتها بهذا الكتاب، ومنشأ فكرة تحويله إلى عمل فني في كتاب يروي قصة أسطورة من الجزيرة العربية. جاء ذلك في مداخلة سموها بالصالون الثقافي النسائي بنادي جدة الأدبي يوم أمس الأول، في الأمسية التي استضيفت فيها الدكتورة «دلال محمد طه بخش»، الأستاذ المشارك بقسم اللغة العربية جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، لتقديم قراءة للعمل الإبداعي «جنيات لار بين السرد والرسم»، وأدارت اللقاء نبيلة محجوب؛ حيث قدمت «دلال» قراءةً أدبيةً فلسفيةً للكتاب من خلال مقدمات ثلاث: « الأسطورة - التصوف - المدخل إلى النص » مستهلة بتعريف الأسطورة بوصفها «حكاية قديمة ضاربة في أعماق التاريخ دائمًا ما تربط بين الإنسان وما وراء الغيبيات»، وأحالت مدخلها الصوفي إلى المقامات والأحوال؛ فالمتصوف يتسلق المقامات مقامًا مقامًا، كمقام الفقر مثلاً، يظل فيه المتصوف إلى أن يأتيه حال أو إشارة فينتقل إلى مقام آخر كالصبر، أما المدخل إلى النص فمن خلال الراوي العليم. مبينة أن نص «جنيات لار» أسطورة سعودية ولدت في مؤسسة المنصورية للثقافة والإبداع، والكتاب يحتوي على (12) جنية على شكل حيات، تمثل مقامات الصوفي. وحيث إن الكتاب يتيح للقارئ إعادة ترتيب الجنيات؛ لذلك قامت بخش بإعادة ترتيب الجنيات، وأسكنت كل واحدة في مقام، منذ هبوط الجنية الأولى «نزلت للتو» وبداية رحلة طويلة مدججة بالسلاح حتى التاج مسنون، تلبس الزي الجنوبي ويكشف الثوب عن جزء من الحية، حتى تصل إلى الجنية الأخيرة فتراها في صورة مكتملة الجمال. ووقفت «دلال» في قراءتها للكتاب عند إشارات عدة تتمثل تلخيصًا في: * إن الكتاب يحلق بجناحين أحدهما الكتابة الغامضة، المتصوفة، عالية الكثافة، والرمزية، والآخر الرسم الذي يمثل فانتازيا الإبداع التشكيلي لعوالم مملؤة بالسحر والزخرفة والأسطورة، مختزلاً ذلك كله في هيئة (12) جنيِّة. * تجسد الكلمة والصورة طاقات ذهنية إبداعية نابعة من أزقة مكةالمكرمة، والجنوب المليء بالأسرار وأحافير نجران، ومخزونات متاحف العالم ومعابده وهياكله. * يتوارى وراء النص نسق ثقافي سردي تشكيلي يفضح معاناة جمعية تعيشها الأنثى. * تتلاحم الكلمة والصورة حتى يستحيل التنبؤ بأسبقية إحديهما على الأخرى. * تستخدم الكاتبة لعبة السند من أول كلمة في النص. * يتأرجح كل من النص والصورة على ثنائيات عدة، منها الحياة والموت، الحضور والغياب، والنور والظلمة وهي ذات الثنائيات التي يدور فيها أفق التصوف. * يستمد النص أسراره من تناص مع القرآن الكريم والحديث الشريف، واستدعاء تاريخ الجزيرة العربية وجغرافيتها، واستعمال مصطلحات ورموز الصوفية وتوظيف علوم الحرف والرقم الجفرية. * الصورة تستمد طاقاتها من تجسيدها لكائنات ميتافيزيقة.