من البديهي أن يتبادر هذا السؤال في هذه الأوقات وبالتحديد في جدة التي تغرق في كل عام تحت رشات المطر، وفي كل عام يتساءل الناس، أين مشروعات تصريف الأمطار ؟. ترميم الكورنيش الأربعيني وعلى الرغم من الكوارث التي حدثت في هذه المدينة بسبب الأمطار إلا ان بوصلة المشروعات والعقود المليونية التي نفذتها أمانة جدة طوال السنوات العشر الماضية تتجاهل حلول تصريف الأمطار الى إعادة ترميم وتجميل الكورنيش (الأربعيني). الإمارة تنجح في درء السيول ومنذ الكارثة التاريخية التي شهدتها شوارع جدة عندما غرقت 30% من أحيائها وذهب ضحيتها أكثر من 100 شخص في عام 2009، عملت حكومة المملكة على إيجاد حلول جذرية وتنفيذ مشروعات (درء السيول المنقولة) ولأنها رغبت في جهة تشرف وتنفذ هذه المشروعات بإخلاص وأمانة فقد أوكلت هذه المهمة الى إمارة منطقة مكةالمكرمة وشركة أرامكو السعودية مباشرة ونجحت في تنفيذ نحو 14 سداً و22 مشروعاً لدرء وتصريف السيول في الأودية المحيطة بجدة. الأمانة مسؤولة عن التصريف بينما تركت مسؤولية تصريف مياه الأمطار المتساقطة على أمانة محافظة جدة والتي وقفت متفرجة منذ العام 2009 ولم تنفذ لإجلها أي مشروع لتصريف مياه الأمطار في الشوارع والأحياء. تجميل الكورنيش ب 1.1 مليار ريال ولكن الأمانة بقيت مهتمة في المشروعات الثانوية وإعادة ترميم وتجميل الكورنيش على 5 مراحل بلغت التقديرات على المبالغ التي أنفقتها في هذه المراحل اكثر من 1.1 مليار ريال ل 5 مراحل. وبدأت بالكورنيش الأوسط والذي كلف قرابة 136 مليون ريال على طول 3.6 كلم والذي بدأت في تنفيذه في شهر يوليو عام 2011 يعني بعد مرور أقل من عامين على كارثة السيول الشهيرة بجدة. واشتمل تطوير الكورنيش الأوسط على سفلتة ورصف الممرات في طريق الكورنيش (الحمراء سابقاً) والجزء الغربي من شارع فلسطين بالجرانيت وتجميل رصيفه، وبالتأكيد فإن مشروع (الكورنيش الأوسط) وكذلك مشروع الكورنيش الشمالي ذكرت أمانة محافظة جدة أنه تم تنفيذهما من ميزانية شركة جدة للتطوير العمراني (التابعة للامانة). وبعد مرور أقل من 3 سنوات على كارثة السيول الشهيرة استمرت أمانة جدة في (نسيان) مهمتها الرئيسة وهي إنقاذ جدة وسكانها من احتمالية (الغرق) واتجهت الى الكورنيش الشمالي لتطويره وإعادة ترميمه وتجميله وأطلقت على هذا المشروع المرحلة الثالثة من مشروعاتها لتطوير وتجميل الكورنيش الشمالي وكما فعلت في الكورنيش الأوسط قامت ببعض الترميمات والتحسين لمناطق الجلوس والواجهة البحرية للكورنيش بطول يقارب 3.3 كلم، وبتكلفة تجاوزت 180 مليون ريال. واستمرت الأمانة في إنفاق الملايين على هذا الكورنيش عندما بدأت بالمرحلتين الرابعة والخامسة والتي كان متوقعاً افتتاحها اليوم الخميس إلا انها وبعد ان تعرضت محافظة جدة لموجة من الأمطار يوم الثلاثاء التي أحدثت ضرراً كبيراً بعناصر هذا المشروع الجديد والذي تقول الأمانة أنه كلف نحو 800 مليون ريال على مساحة تتجاوز 7.5 كلم ويشتمل على جلسات وتحسين وتغيير سفلته طريق الكورنيش وتغيير أرصفته وتوفير مساحات ضخمة للمشاة والترفيه العائلي. تأجيل مشروعات حيوية ومن أجل هذه المشروعات التجميلية وترميم الكورنيش قامت الأمانة بتأجيل تنفيذ مايقارب 6 مشروعات لتحرير شوارع رئيسة وتنفيذ أنفاق وجسور مع صرف النظر عن المشروعات الخاصة بتصريف مياه الأمطار في المحاور الرئيسة والأنفاق الإستراتيجية والتي أصبحت حالياً ودائماً تهدد جدة وسكانها بالغرق عندما تهطل كميات أمطار قليلة كانت أو كثيرة. مضخات للشفط والتصريف وعلى الرغم من أن امانة جدة تعلم بأن مشكلة تصريف مياه الأمطار تتركز في بعض المحاور التي تفتقد لأدوات ووسائل التصريف الفاعلة إلا انها في كل عام تستعين بمضخات ومعدات لشفط المياه من الانفاق وتحويلها للشارع الموازي. درء السيول بتكلفة 3.3 مليار ريال وحسب التقديرات فإن مشروعات درء مخاطر السيول التي نفذتها إمارة منطقة مكةالمكرمة منذ العام 2009 أنجزت وكلفت مايقارب 3.3 مليار ريال، وعلى صعيد مشروعات تصريف مياه الأمطار في أحياء وشوارع جدة والتي كانت من مسؤولية أمانة جدة لم يلاحظ تنفيذ أي مشروع في هذا الإطار منذ العام 2009 حتى العام الماضي على الرغم من استمرار اغلاق الأنفاق السبعة الرئيسة في جدة مع هطول أمطار على المدينة.