انتقد عدد من كبار السن إصرار إدارة الأحوال المدنية بجدة على إلزامهم بمراجعة اللجنة الطبية في مستشفى الملك فهد- لإثبات البصمة، في إجراء روتيني يزيد من متاعبهم وآلامهم دون نتيجة علمية حسب زعمهم؛ حيث يتكبدون معاناة الانتظار الطويل في المستشفى وتعطيل وتأخير إنهاء إجراءاتهم لدى الأحوال المدنية، والتي يفترض - وفقًا للمراجعين - أن تقوم بهذا الدور؛ لأن عيادة المستشفى لا يوجد بها جهاز لتحديد البصمة، وكل ما يحدث أن الطبيب يوقع على النموذج دون فحص، مستغربين لجوء الأحوال إلى مثل هذا الإجراء، رغم وجود تقنية بصمة العين، كما انتقدوا عدم السماح لهم بإجراء الفحص خارج مستشفى الملك فهد وبينوا أن اللجنة الطبية حددت للمراجعين 3 ساعات بعد ظهيرة كل أربعاء، يشمل إلى جانبهم مراجعين آخرين ولأغراض طبية أو علاجية مختلفة. من جهته تناقض قول متحدث الأحوال المدنية في إجابته على أسئلة المدينة؛ حيث نفى في بداية حديثه إلزام المراجعين بمستشفى محدد، وقال: «بإمكانهم إحضار التقرير من أي جهة صحية»، لكنه تراجع، وقال في ختام حديثه: «إن اختيارتحديد اللجنة الطبية في جدة تم وفق اتفاقية مبرمة بذلك»، نافيًا علمه بعدم وجود جهاز بصمة في المستشفى. الجاسر: لا نشترط مستشفى بعينه ولدينا اتفاقية مع لجنة جدة من جانبه أوضح محمد الجاسر المتحدث الرسمي للأحوال المدنية استغرابه ما يحدث في أحوال جدة، وقال: «الأحوال المدنية لا تشترط مستشفى الملك فهد العام بعينه دون غيره، فمن كان لديه ملف طبي في مستشفى حكومي آخر بإمكانه إصدار تقرير طبي منه سواء مَن لديه أمراض أو مشاكل، فالمستشفى متخصص لذلك، وهو إجراء دقيق جدًّا». وحول شكوى المراجعين من عدم وجود جهاز متخصص لدى المستشفى قال الجاسر: «لم تبلغ الأحوال المدنية بذلك من المستشفى، ولم يطلبوا عدم الإحالة، ولعل ذلك يعود لوجود إجراء طبي آخر لديهم، فالأحوال المدنية تحيل الحالات لمستشفى الملك فهد العام بوجود اتفاقية بذلك، وأكد أن الأحوال المدنية لا يمكن تجاوزها لشرط البصمة لإصدار البطاقات الهوية مثلًا، إلا بتقرير طبي». الأحوال ترفض تقرير قوى الأمن! لماذا وسط الظهيرة؟ وأكد المراجع سعيد البقمي أن إدارة الأحوال المدنية أحالته لمستشفى الملك، مشترطة التقرير الطبي لإنهاء إجراءاته لديها، مطلع الأسبوع توجهت للمستشفى فأبلغوني بالحضور يوم الأربعاء؛ كونه الموعد المحدد لهذه الحالات، مما كان سببًا للتعطيل لأيام، رغم الظروف الصحية التي أعاني منها، فلماذا لا تبدأ اللجنة عملها من الصباح الباكر ولأكثر من مرة في الأسبوع، فوقت الظهيرة مع أجواء جدة متعب جدًّا لكبار السن. وزاد المراجع - صالح الودعاني - أن ما يثير الاستغراب رفض الأحوال المدنية لأي مستشفى آخر، والغريب أن العيادة لا تملك جهازًا طبيًّا لتحديد البصمة؛ حيث تشعر أنه إجراء بيروقراطي، وتعقيد لا طائل من ورائه، بل ويشق على المراجعين كون الغالبية من كبار السن، وقد لمسنا استياء الأطباء واستغرابهم من هذا الطلب. اللجنة الطبية: السن والسكري وراء اختفاء البصمة في البداية يقول العم علي الغامدي 80 عامًا: «فوجئت عند مراجعتي لأحوال جدة بعدم ظهور البصمة على الجهاز المتخصص بحكم عامل السن، وبعد عدة مراجعات وصل عدد المحاولات لأكثر من 16 مرة، ولم تفلح الأجهزة في قراء ة بصمة اليد، فطلبوا مني إحضار تقرير طبي، ولأن ملفي الصحي ومراجعاتي في مستشفى قوى الأمن الداخلي بالرياض، وهو من أكبر وأفضل المستشفيات في المملكة، ويتبع إداريًّا لوزارة الداخلية الجهة التي تتبع لها إدارة الأحوال المدنية- إلا أنهم رفضوا قبول التقرير، وقالوا: نحن لا نعترف إلا باللجنة الطبية بمستشفى الملك فهد. وهنا بدأت رحلة المعاناة لي ولمن هم في نفس مشكلتي، وجميعهم من كبار السن ممن تجاوزت أعمارهم الثمانين عامًا؛ حيث خصص المستشفى ثلاث ساعات أسبوعيًّا كل أربعاء بعد الظهر لعمل اللجنة التي يراجعها مئات المرضى من جدة والمدن المحيطة بها؛ لأغراض شتى من ضمنها البصمة، وقد يحتاج المراجع إلى أكثر من زيارة؛ نظرًا للزحام وقلة عدد الأطباء، والمؤسف أن مقر اللجنة يفتقر لأبسط المقومات التي يحتاجها كبار السن؛ إذ لا يوجد إلا دورة مياة واحدة تعاني من تسرب المياة، ولا توجد مقاعد مناسبة للجلوس، بل تشاهد المراجعين يجلسون على بلاط الممر، وقد أبلغني الأطباء باللجنة أنهم غير مقتنعين بهذا الإجراء؛ لأن العيادة ليس بها جهاز لفحص البصمة، وكل ما يحدث عمل روتيني يرهق الأطباء والمراجعين -على حد قولهم- ويمكن إنجازه في أي مركز صحي أو إلغاؤه لعدم جدواه، ويمكن استخدام بصمة العين كبديل لبصمة اليد كما يتم في منافذ الدخول للأجانب». وقال: «انتهت معاملتي بعد أن تعرضت لمتاعب صحية ونفسية كان بإمكان الإدارة تلافيها، ولكنني أشفق على من تبقى من الكبار، وأناشد المسؤولين في وزارة الداخلية بحل هذه المعضلة، والرفق بكبار السن وإيجاد حلول أكثر مرونة تراعي ظروف هذه الفئة». من جهته قال مصدر طبي باللجنة: «إن عدم ظهور البصمة لدى البعض ناتج عن أسباب عدة، من بينها الحروق ومرض «الأكزيميا» أو ضمور في الأصابع نتيجة كبر السن، وإصابة البعض بمرض السكري وحساسية الجلد، أو ناتج عن عيب خلقي أو إصابات». واعترف المصدر بصحة ما قاله المراجعون حول عدم وجود جهاز لتحديد البصمة بالمستشفى، مبينًا أن دورهم يقتصر على تعبئة نموذج يؤكد عدم القدرة على تحديد البصمة العشرية للمراجع، ويصدر تقرير للجهة المختصة بذلك. مشيرًا إلى أنهم يستقبلون 20 مراجعًا كل أربعاء محالين من الأحوال المدنية، وأصدرت اللجنة خلال الشهر الماضي 125 تقريرًا طبيًّا لمختلف الحالات المنظورة لديهم.