لا يزال الحزن مخيمًا على أرجاء الوطن وخاصة عسير بعد فقد 11 رجلاً على رأسهم نائب أمير المنطقة، صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، إثر تحطم المروحية، التي تقلهم أثناء عودتهم من جولة تفقدية لمحافظة البرك ومحافظة محايل عسير، كما فاضت مواقع التواصل بعبارات الحزن والترحم على المتوفين. الأمير منصور بن مقرن رغم أنه لم يمضِ في منطقة عسير سوى بضعة أشهر إلا أن رحيله ترك في قلب كل مواطن في عسير جرحًا نازفًا وألمًا سيظل على طول المدى، حيث نال سموه محبة الصغير قبل الكبير فمنذ تعيينه نائبًا لأمير عسير وهو عضد لأخيه الأمير فيصل بن خالد واستبشر الجميع بمقدمه، وكان على قدر تطلعاتهم وطموحاتهم وشعلة لا تنطفئ، زار البعيد قبل القريب وتلمس احتياجات كبار السن والأيتام والأرامل، ومسح دموعهم وخفف آلامهم. هذه سيدة تقف أمامه وتقول ولدي في السجن في قضية دين فما كان منه إلا أن أكرم سن هذه الأم المكلومة على ولدها وقال اذهبي ما راح ينام إلا في حضنك، ودعم لجنة الإفراج عن المعسرين من السجناء، كما واسى المرضى على الأسرة البيضاء. كانت الابتسامة دائمًا على محياه، وأفطر مع جنودنا المرابطين على الثغور وقال: نحن لا شيء بدونكم أنتم بعد الله حماة الدين والوطن وأنتم تاج فوق رؤوسنا نفخر بكم وبتضحياتكم. ومنذ الوهلة الأولى لتوارد الأخبار عن فقدان الطائرة، التي تقل سموه حتى تأكيد الخبر ضجت وسائل التواصل الاجتماعي وأخذ أبناء الوطن من جميع مناطق المملكة في المشاركة وتعزية الوطن والقيادة في هذا المصاب الجلل ولم يتأخر الشعراء في ذلك، حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقصائد الرثاء والمواساة. وقال الكاتب الصحفي الدكتور سعد الموسى: مروحية عسير كانت تضم خارطة وطن كاملة وأبها عاشت أمس ليلة خريف دامية حزينة. فيما قال المعرف باسمه عبدالرزاق: بالأمس تحضر وتطمن واليوم نحضر ونشيع.. إنا لله وإنا إليه راجعون. وقال عبدالله آل عبيد: جرح غائر ومصاب جلل لكن لا راد لحكم الله فإذا كان الذي أخذ هو الذي أعطى فلم يبقَ إلا التسليم.. إنا لله وإنا إليه راجعون، وقالت أميرة الطويل: من كانوا على متنها صعدوا لتأدية واجب خدمة الوطن الآن يدعو لهم الجميع والسبب الذكرى الطيبة والإخلاص في خدمة الآخرين.