الكتابة هي المتنفس الوحيد الذي لا قيود له.. وهي ترجمة أفعال لا تصل إلا بالكلمات.. وأفكار وخيالات وعالم متسع تترجمه الأحرف.. الكتابة يعني أن تجوب في عقلك كما تريد.. وتعبر عن مشاعرك بأريحية.. أن تجلس منفردا تكتب.. تقرأ.. تخطط.. تفكر.. تحاسب نفسك.. تحصي نعم خالقك عليك وتستغفره.. تنظر ماذا قدمت.. خيرًا لك من جلسات فارغة ومحادثات لا تجدي نفعا ولا تكسب أجرا.. اعتدنا أن نعيش كما يعيش البعض.. إن أحسنوا أحسنا وإن أساءوا أسأنا.. مع كل ضجة.. وتقنية.. اتباع على غير هدى.. ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه.. أصبحت الشخصيات والأفكار والأعمال تتشابه.. لا جديد.. لا إبداع.. أدرك تماما أن لكل إنسان ميولا وشخصية وموهبة متميزة عن غيره.. ولكن هم من دفنوا أنفسهم بين الجموع.. وكبتوا إبداعهم..أعرف نفسك وتميزا وانفردا.. أصاب بعضنا الإحباط عندما قيدته ظروف المجتمع ومجالات توظيفه المحدودة.. ولربما تهيأ للبعض أن يشغل أحد تلك المجالات.. ولكن الروتين يخيم على حياته ووظيفته.. لا ابتكار ولا نمو.. ليس فحسب على مجال عمله بل حتى على مجال شخصيته.. فتجد أفكاره هي هي قبل عشرين سنة.. جمود بالأفكار والرؤى وضعف بالشخصية وقلة تقدير للذات.. لا يهتم لتطوير نفسه ولا يعرف استراتيجيات التخطيط والتفكير ولا كيف يدير انفعالاته أو يسيطر على غضبه.. يجهل مهارات التواصل مع نفسه ومع الآخرين.. لا يستزيد من دينه شيئًا.. والأدهى من ذلك قد تمر الشهور وهو لم يتصفح كتابا يطوره.. اعتبر نفسه بمجرد انتقائه لذاك المكتب الفاخر والسيارة الباهظة والبيت الجميل قد مكن مكانا عليا وهيهات له لم تؤتي من العلم إلا قليلا.. جهلا رغم رفاهية العيش وتفجر وسائل التقنية وإمكانية التطور والتعلم.. أصبحت المظاهر والشهادات تهم المجتمع فضلا عن أهمية عقول أصحابها وسمو أفكارهم ونهوض أرواحهم عن وحل الجهل والتبعية والتخلف.. نحتاج لنهضة العقول واستنارتها من النهج المحمدي الكثير قبل تولي أصحابها المناصب.. عقول واعية مثقفة تهتم بالإبداع والتطور والتعلم حينها سيكون العائد أعمق حضاريا واقتصاديا.. وقد قيل: «نهضة العقول تبدأ من الحروف التي تقرأها، ونهضة الأمة بشباب يقرأ».