لطالما وقف الخوف موقف الضد للمعاني الجميلة في الحياة كالحب، الحرية، الطموح، الأمل، الفن، التطور، الحضارة. فالكثير من المفكرين والشعراء والأدباء قد وصفوا الخوف أنه العدو الأول للإنسان وأحد أسباب جهله. ولكن لا يلغي ذلك دور الخوف في المحافظة على الإنسان من تهديدات الحياة فعندما يبلّغ الطبيب المريض أن عليه المشي يوميًا حتى يحافظ على معدلات الهرومونات بمستواها الطبيعي ستجده يمشي بشكل يومي بدافع الخوف من المرض أو الموت وقد يكون مُكرهًا على ذلك وهذا دافع إيجابي للخوف الذي يدفع الضرر. وذكر علماء النفس في أغلب أبحاثهم أن الخوف عند الإنسان يتم تعلمّه في المراحل الأولى من حياته، فيكون مُكتسبًا من عوامل نفسية بيئية اجتماعية تبلورت على شكل قيود وهميّة وقناعات سلبية. وأحد سمات الإنسان الخائف هو العيش في حالة من الشك والقلق المستمر من كل جديد ومقاومة التغيير الذي يحدث في العالم، فهو قد يفضّل أن يعيش في عزلة أو خارج التاريخ قبل أن يخضع أمامه. نسي الخائف أن التغيير سنّة كونية ويتضح ذلك في التسلسل الزمني للإنسان وكيف كوّن الحضارات ونهض بالأمم. ولا يوجد حل عملي للخوف إلا المواجهة، مواجهة المخاوف الموروثة أو المُكتسبة من البيئة والمجتمع عن طريق رفع الوعي بالذات أولًا ومن ثم مراجعة القناعات المُكتسبة أو المترسبة من الماضي لإعادة تقييمها ومقارنتها بعامل الزمن فهذه عناصر مهمة لمواكبة التغيير. فعلى سبيل المثال تجربة غليان الضفدع التي قام بها علماء في القرن التاسع عشر الميلادي عندما وضعوا ضفدعًا في حاوية مليئة بالماء الساخن فقفز الضفدع مباشرة إلى الخارج بدافع الخوف، وحينما وضعوا نفس الضفدع في ماء معتدل الحرارة وبدأوا بتسخين الماء بشكل تدريجي بدأ يتكيف الضفدع بلا وعي مع تصاعد درجة الحرارة حتى وصلت درجة الغليان فلازم مكانه ولم يستطع الخروج من الحاوية حتى مات. ويستدل البعض بذلك على الأفراد غير القابلين للتغيير أو بالأصح ليس لديهم الرغبة لذلك. البعض قد ذكر بأن هذه التجربة العلمية هي أسطورة يرددها العلماء وأنها غير دقيقة علميًا ولكني أجدها حقيقة في الجانب البشري.