أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، المسلمين بتقوى الله في السر والعلن، فالمتقون هم أولياء الله حقًا وصدقًا الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها: حجاج بيت الله، كم لله عليكم من نعم ترى وآلاء تتوالى، فهو الذي حرَّك قلوبكم حبًا وشوقًا إلى الحج والمشاعر المقدسة، وهو الذي يسر لكم الوصول إلى هذه البلاد المباركة ثم وفقكم وأعانكم على أداء مناسككم والوقوف بهذه المشاعر والشعائر التي هي إرث من إرث الخليلين الكريمين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، فاشكروا الله سبحانه واحمدوه على نعمة الحج وأداء المناسك في سابغة من الأمن والأمان واليسر والراحة. وبيَّن فضيلته أن منهج التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، الذي تربى عليه الحجاج طيلة أيام حجهم، وفي كل المناسك والشعائر والمشاعر، تسليم مطلق لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، في طمأنينة وسكينة وفرح بلا اعتراض ولا ضجر ولا ملل ولا سأم، مشيرًا إلى أن هذا من أعظم مقاصد تشريع الحج وغاياته، حيث ظهر هذا التسليم القلبي والعملي في مناسك الحج في مواطن كثيرة منذ أن يلبس المسلم لبس الإحرام ويبتعد عن كل ما متعه الله به حال إحرامه، ويلبي تلبية السلام والاستسلام لله، ثم يتدرج بعد ذلك في مناسك الحج وشعائره من وقوف بعرفة ومبيت بمزدلفة ومنى وطواف وسعي ورمي وحلق ونحر، وكلها تشهد بأن أعظم آثار الحج وثماره التي تفيض على المسلم أن يتحلى بعبوديته، التسليم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، متذللًا لربه معترفًا بعجزه وتقصيره مفتقرًا إلى رحمة ربه ورضوانه الذي بيده كل شيء وإليه ترجع الأمور. وأشار فضيلته إلى أن التسليم على الحقيقة هو في تخلص العبد من كل هذه النازعات، وتطهير قلبه وعقله من كل هذه المعارضات وتربية العقل والقلب والجوارح. وقال: القلب السليم الذي سلّم لله فسلم من فتن الشهوات، فلا يقبل الفتن وإذا عُرضت عليه فإنه يردها وينكرها. وأكد أن مدافعة فتن الشبهات والشهوات ومجاهدة النفس في ردها وإنكارها أمر ضروري ويتحتم من أراد النجاة وسلامة قلبه وطهارة نفسه، وليس هناك أخطر على القلب من استيلاء فتن الشبهات والشهوات عليه وامتلائه بهما وقبوله لكل فتنة تعرض عليه.