لم ينس الحجاج بعد انتهاء المناسك القيام بعدة زيارات للمناطق التاريخية وجبال مكة، ومن أهم هذه الجبال التي تشهد ازدحامًا كبيرًا من الحجاج هما «جبل النور وجبل ثور وجبل الرحمة»، حيث كان الرسول- صلى الله عليه وسلم - له أثر في تلك الجبال. ويحرص الكثير من حجاج بيت الله الحرام، قبيل مغادرتهم مكةالمكرمة، أن يستثمروا أوقاتهم في زيارة الجبال على شكل مجموعات تنطلق من بعد صلاة الفجر، رغم هذه الارتفاعات الشاهقة ووعورة الطريق أغلبهم من الجنسية التركية والباكستانية والإيرانية والهندية ودول شرق آسيا، لاسيما الإندونيسية، بالإضافة إلى بعض الدول العربية والإفريقية، فترى البعض منهم من أجل توثيق هذه الزيارة يقوم بالتقاط الصور الفوتوغرافية داخل محيط هذه الجبال والاحتفاظ بها كذكرى جميلة مدى الحياة. «المدينة» رافقت العديد من الحجاج في هذه الرحلة الإيمانية لهذه الجبال التاريخية استغرقت قرابة ساعتين للوصول للأعلى عبر سلالم حجرية ملتوية وتحاط بالعديد من الظواهر السلبية، التي لا تليق بهذه الجبال، فيما رصدت تأهب واستعداد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أجل توجيه الحجاج وإرشادهم، ومنعًا لحدوث الأعمال الشركية والبدعية والشبهات والاعتقادات الخاطئة باعتبارها مواقع مقدسة. وقال أصغر أحمد من باكستان: لقد تمنيت هذه الزيارة من سنوات طويلة، لاسيما أن عمري مضى منه 52 عاما، وعند زيارة هذه الجبال يشعر الإنسان بسعادة إيمانية كبيرة كونها تذكرة بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، مشيرًا إلى أن من يريد الصعود إلى قمم هذه الجبال يواجه صعوبة كبيرة بسبب وعورة المكان وارتفاع الجبل وضيق الطريق. وأوضح محمد مصطفى من الجنسية التركية ويبلغ عمره 68 عامًا، أنه يشعر بسعادة كبيرة وفرحة غامرة، وهو يزور الأماكن، التي كان يرتادها النبي عليه الصلاة والسلام، لاسيما التي تذكرنا بحياته وسيرته العطرة المباركة، مثل جبل النور وجبل ثور وجبل الرحمة، حيث إنها تعد من الجبال التاريخية في تاريخ الإسلام، التي لها مكانتها الكبيرة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. فيما قال الحاج غلام نبي لون من الهند يبلغ عمره 72 عاما: إنه لأول مرة يأتى لزيارة جبل ثور، مؤكدا أن زيارته ليست للعبادة، ولكن من أجل التعرف على الجبل وتذكر الماضي الجميل والسيرة العطرة للرسول المصطفى وأصحابه الكرام. وأوضح سيف الرحمن أنه عندما بدأ طريق بالصعود إلى قمة جبل النور التقى في طريقه عشرات من الهابطين في الاتجاه المعاكس وهم من بلدان مختلفة، وأضاف: لقد واجهت صعوبة عندما وصلت إلى وسط الطريق، حيث أخذ يزداد حدة في الصعود إلى قمة الجبل، لاسيما أنى بلغت من العمر 80 عامًا، مؤكدًا أنه حرص على ذلك رغم التعب والمشقة الكبيرة، التي وجدها في بداية الطريق إلى القمة هو بهدف الاطلاع على غار حراء بعد أن سمع عنه كثيرا وشاهده من خلال التلفاز.