عندما تقبل على مدخل طيبة الطيبة تهفو روحك للسلام على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وتغشاك السكينة والطمأنينة، في شعور مهيب يعيشه كل مسلم على وجه الأرض، وتشتاق كل نفس طاهرة لزيارة مسجده الشريف والصلاة فيه والدخول الى الروضة الشريفة، حيث يستشعر المسلمون بوجودهم في قطعة مباركة من الجنة. بجوار الحرم الشريف معرض محمد رسول الله زرته بالأمس القريب وعشت فيه أجمل اللحظات الروحانية حيث يقع في الجهة الغربية من المسجد النبوي ويشرف عليه مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة برئاسة الأستاذ محمد بن مصطفى النعمان. هذا المعرض يحلق بزواره في رحاب السيرة النبوية العطرة مبينًا عالمية الرسالة المحمدية وبيان نسبه الشريف ومولده المبارك ونشأته الطاهرة وشمائله الكريمة معرجًا على بعثته وهجرته إلى طيبة وبناء المسجد الشريف وحجرات الزوجات الطاهرات ويضم مجسمات توضح المسجد النبوي في بداية بنيانه وبعد السنة السابعة ونموذجًا تقريبيًا لبيت السيدة عائشة كما يضم المعرض جانبًا من تعامله مع صحابته ويعرض لمحات من وداع النبي صلى الله عليه وسلم ولحاق الرفيق الأعلى وذكر بعض وصاياه وحقوقه على أمته عليه الصلاة والسلام، المعرض يفتح أبوابه للزيارة صباحًا ومساءً ويشهد إقبالًا كبيرًا من الزوار لا سيما في موسمي الحج والعمرة بمعدل لا يقل عن عشرة آلاف زائر يوميًا. رأيت المرشدين يتحدثون بعدة لغات حية الإنجليزية والتركية والأوردية والبنغالية والهوساوية والفارسية، كما استمع الزوار لحديث مشوق عن فضائل المدينة أمام مجسم كبير للمدينة النبوية وأعينهم تفيض من الدمع وشاهدت الحجاج يصورون ويوثقون صورًا طبعت طباعة فاخرة على الجدران حتى يخيل لك أنها حقيقية وعند بوابة الخروج كانت صورة البقيع وقبور المسلمين تقول لي قفي هنا واطلبي من الله بصدق أن يختم لك بخير في بقيع الغرقد بجوار سيد المرسلين. وبجوار هذه المعرض كان لي موعد معرض الحرمين الشريفين من متحف طوب كابي والذي يحتوي على لوحات فنية من قرنين من الزمان لمكةوالمدينة لإبراز معالم المدينتين بتلك الفترة إضافة الى إظهار مدى اهتمام المسلمين في الماضي بتاريخ وتراث الحرمين وسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام. ما أروع هذا الاهتمام وهذه العناية بالسيرة النبوية وليت المسلمين يعيدون حساباتهم في التعامل مع سيرته والاقتداء بسنته فنبينا نبي الرحمة والإنسانية من سيرته نستقي معاني الرحمة والتسامح وبعث فينا ليتمم مكارم الأخلاق. كما آمل من الجهة الإشرافية على المعرض أن يكون لها تواصل إعلامي قوي عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنصل لفئة الشباب ويرتادوا هذا المعرض ويستقوا من معلوماته الكثير مما فقدوه مع زحمة الأيام. شكرًا من الأعماق لمجموعة المدينة في قلوبنا التي نظمت زيارة مباركة لمعرض مكةوالمدينة من متحف طوب كابي ومن خلالهم عرفت الكثير من المعلومات وبسبب زيارتهم قمت بهذه الزيارة وكتابة هذه الكلمات، شكرًا لكل من يقدم صورة مشرقة عن المدينة وأهلها، شكرًا لحكومتنا الرشيدة التي كانت ومازالت تفخر بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن الذين رأيتهم وهم يمارسون عبادتهم بكل يسر وسهولة وكل الطاقات مستنفرة لخدمتهم وابتسامة الرضا تعلو على محياهم فلك الحمد ربي حتى ترضى.