البعض يعتقد بأن رأس مال المنظمة أو الشركة هو ما تملكه من أرصدة في البنك أو مستوى قيمة العلامة التجارية لها أو مستوى الشهرة والصيت الواسع في حين أكدت الكثير من البحوث والدراسات بأن السمعة التي تتمتع بها المنظمة هي رأس المال والثروة الحقيقية والتي لا تقدر بثمن والركيزة الأساسية في تقدم تلك المنظمات ونجاحها . السمعة هي مجموعة القيم الرائعة والصور الجميلة والتي تسعى كل جهة أن يعرفها الناس بها ممثلة في الصدق والثقة والجودة والنزاهة والشفافية وتحمل المسؤولية غيرها من الخصال الجميلة والتي تسعى كل منظمة في أن تظهر بها أمام الآخرين لأن وجود سمعة حسنة يساهم في بناء الثقة وتعزيز الولاء وتقوية التأثير وارتفاع نسبة الرضا وزيادة الاستقرار وبالتالي ارتفاع معدل المبيعات وزيادة أعداد الزبائن وهذا يؤدي إلى ارتفاع الأرباح والعوائد وزيادة رأس المال ومضاعفة الخدمات والمنتجات وارتفاع الحصة السوقية. معظم وسائل الاتصال بين الزبائن والمستفيدين وبين المنظمات والشركات يتم اليوم من خلال شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية ، وهذه الوسائل من شأنها أن تساهم في تحسين وتطوير سمعة تلك الجهات أو تشويهها وتدميرها ، ومن أهم ما يساهم في تحسين سمعة تلك الجهات هو الرد على ملاحظات الجمهور الجيدة والسيئة إذ تفيد الدراسات بأن 72% من العملاء يعودون إلى تلك المواقع إذا تم الرد على تعليقاتهم بشكل شخصي ، كما أن تقييم تلك الجهات على مواقع الإنترنت يلعب دوراً كبيراً في التأثير على سمعة الشركات والمنظمات إذ يقرر 69% من العملاء عدم زيارة المتجر إذا كان تقييمه 3 نجوم فأقل ، وهناك معايير أخرى يجب مراعاتها أيضاً وتستدعي أن تعمل الشركة أو المنظمة على تعيين فريق مختص لمتابعة استعراض العملاء لمواقع الشركة والتفاعل مع المشكلات والسعي نحو حلها والرد على الهاتف والبريد الإلكتروني ومواقع الشركة على وسائل التواصل الاجتماعية وتوحيد الردود ورسالة الشركة على كافة مواقعها على الشبكة لإظهارها بهوية واحدة وعدم وجود تناقض يساهم في تشويه صورتها . بعض الجهات تنفق مبالغ طائلة في التسويق والترويج لاسمها وغيره من وسائل التطوير داخل المنشأة في حين تغفل تلك الجهات عن بذل شيء يسير من تلك الميزانيات في الحفاظ على سمعتها وذلك من خلال رصد كافة التعليقات التي تصل إليها والرد عليها والتفاعل مع شكاوى وملاحظات الجمهور وتصحيح أي أخطاء تحدث والاعتذار عن أي خلل يقع .