حكام قطر بين خيارين إما أن يكونوا تحت مظلة الذكاء وينفذوا المطالب ال13، وهي مطالب بسيطة جدًا وليس كما يتصورها وزير خارجية قطر «أنها وضعت لترفض» بل إنها وضعت من حرص الدول الأربع على قطر كشعب وحكومة على غرار المثل «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا» فنصرة المظلوم معروفة ولا تحتاج إلى تفسير، أما نصرة الظالم فهي بردعه عن ظلم الآخرين، وهذا ما تقوم به الدول الأربع بعد أن طفح كيلها من سلوكيات قطر المشينة التي تمارسها في كل مكان في السعودية والإمارات والبحرين ومصر وليبيا والعراق وسوريا والصومال واليمن وغيرها. نصرة الظالم هي بإيقاف تماديه وغيه وطغيانه على الآخرين. الدول الأربع تنظر لقطر على أن حضنها هو البيت الخليجي والعربي وليس البيت الإيراني الفارسي الإرهابي أو تركيا أو جماعة الإخوان الإرهابية التي يسيل لعابها على أموال قطر وعيونهم على المكاسب السياسية والزعامات والكراسي في دولهم؟! قناة الجزيرة زعزعت أمن الشارع العربي بل مزقته من خلال مرتزقة يحملون جوازات سفر أوروبية رأسمال الواحد فيهم بنطلونات الجينز وفرشة الأسنان والمعجون وآلة الحلاقة، أما ما يحصلون عليه من أموال نتيجة عمالتهم وارتزاقهم فأودعوها في أكياس لا تهان في حساباتهم خارج قطر؟! إذن الذكاء هو تنفيذ المطالب لأن اللعبة القذرة التي استمرت لأكثر من عشرين عامًا انكشفت ولا مجال للمناورة. أما الغباء كل الغباء فهو المكابرة والاستمرار بالتحدي والتعنت من أجل كسب المزيد من الوقت والمماطلة عسى وليت ولعل يحدث مثلما حدث في اتفاقية 2014؟! والتي لم تلتزم بها قطر وانتكست إلى المربع الأول مربع دعم وتمويل جماعات إرهابية، والتدخل السافر في دول ذات سيادة، وإيواء مطلوبين وهاربين من دولهم ووضعهم كمستشارين وعلى رأس الأجهزة الأمنية كابن الإرهابي القرضاوي وغيره. الغباء يتمثل في أن قطر لن تفلت هذه المرة من العقوبات الصارمة والقاسية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وغيرها، والأسوأ أن العالم كشف ألاعيبها وتمويلها لجماعات وتنظيمات ليس فحسب لنشر الرعب والشر والإرهاب بل وحبك المؤامرات لإسقاط الأنظمة والحكومات مثلما تفعل بالضبط إيران. الغباء هو الهرولة للدول الأوروبية وإيرانوتركيا والتي هللت واستبشرت بهذه الكعكة القطرية التي كل يريد الحصول منها على نصيب الأسد. الغباء هو جلب الأتراك ووضع قاعدة عسكرية لهم في قطر. الغباء هو جعل الألمان واستخباراتها يطلعون على ملفات سرية قطرية قد تكون دول مجلس التعاون الخليجي ضحية لهذا الاطلاع بدلا من اطلاع دول مجلس التعاون عليها؟! الغباء الأخير وهي القشة التي سوف تقصم ظهر قطر هو دخول اللبنانيين قطر بدون تأشيرة حتى يكون هناك حزب الله ثالث على حدودنا الشرقية مع قطر وهذا لن نسمح فيه بكل تأكيد.