منذ اليوم الأول لانتفاضة 17 فبراير ضدَّ حكم العقيد معمر القذافي في ليبيا، وبينما كانت المظاهرات تتَّسع على الأرض، كان التخطيط جاريًا في الدوحة لإحداث فوضى مسلَّحة تعطي للإمارة الصغيرة نفوذًا عبر ميليشيات إرهابيَّة. رباعي الشر صعدت أربعة أسماء في واجهة المشهد المضطرب في ليبيا بشكل مفاجئ، كانت مهمَّتهم تنفيذ المخطط القطري، وهم الزعيم السابق للجماعة الليبيَّة المقاتلة عبدالحكيم بلحاج، والأخوان علي وإسماعيل الصلابي، والقيادي المتطرِّف المهدي الحاراتي، المدرج مع البقيَّة على قائمة الإرهاب المدعوم من قطر. بلحاج في المشهد والسلاح قطري بعد أشهر من اندلاع الانتفاضة ضد حكم معمر القذافي، ظهر بلحاج قائدًا ميدانيًّا في الغرب الليبي، ليعلن من مدينة الزنتان عن تشكيل المجلس العسكريِّ في طرابلس. وتفاجأ الكثيرون بالسلاح والعتاد الذي امتلكه هذا المجلس، فبلحاج معروف لدى الليبيين، بأنَّه سجين سابق، ولا يملك أموالاً يستطيع من خلالها تكوين مجلس عسكريٍّ. الاستخبارات القطرية مولته بالأسلحة والمال بدأت الأسئلة تُثار عن مصدر الأموال والأسلحة؟ حتَّى ظهر يوم اقتحام باب العزيزيَّة، وعلى يمينه ضابط الاستخبارات القطريِّ حمد بن فطيس المري، ليدرك الجميع أنَّ قطر هي مَن موَّلت بلحاج بالمال والسلاح، ووفَّرت له ماكيناتها الإعلاميَّة للترويج لأفكاره المتطرِّفة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد شاركت قوات خاصَّة قطريَّة إلى جانب ميليشيات بلحاج في الإطاحة بالقذافي في طرابلس. وبعد إسقاط القذافي، تطوَّر الدعم القطري لبلحاج الذي أعلن عن تشكيل حزبٍ سياسيٍّ، وافتتح قناةً تليفزيونيَّةً مزوَّدةً بأحدث المعدات، وأصبح مالكًا لشركة الأجنحة الليبية للطيران. الصلابي «توأم الإرهاب» العميل الشخص الثاني في تنفيذ سياسية قطر في لييبا هو الإخواني المقيم في قطر علي الصلابي، الذي أنشأ عبر شقيقه إسماعيل كتيبة راف الله السحاتي، والتي كانت من أكثر الميلشيات التي تتلقَّى دعمًا عسكريًّا وماليًّا من قطر. واتهمت هذه الكتبية بالمسؤوليَّة عن تنفيذ عشرات الاغتيالات ضد أبناء بنغازي العسكريين. الصلابي يتحالف مع القاعدة والتحريك «قطري» بعد إعلان الجيش الوطني الليبي عن عمليَّة «الكرامة» لاستعادة المدن من سيطرة الإرهابيين، انضمَّ الصلابي إلى مجلس شورى بنغازي، معلنًا تحالفه مع تنظيم القاعدة. واستمرَّت قطر في دعم الصلابي والمتطرِّفين في بنغازي عبر ميناء مصراتة، حيث كانت ترسل الأسلحة إلى مطاري معيتيقة، ومصراتة، وعبر الميناء كان يتم إرسالها إلى موانئ بنغازي. دعم مباشر لسرايا بنغازي الإرهابية بعد نجاح الجيش الليبي في طرد ميليشيات «مجلس شورى ثوار بنغازي» في المدينة، توجَّه الفارُّون منهم إلى منطقة الجفرة، وأعلنوا عن تشكيل «سرايا الدفاع عن بنغازي»، من بقايا تنظيم أنصار الشريعة في بنغازي وأجدابيا. وتلقت سرايا الدفاع عن بنغازي دعمًا مباشرًا من المجلس العسكري في مصراتة، المدعوم من قطر. الدوحة تدرب كتيبة راف الله السحاتي تمَّ تسريب مكالمة صوتيَّة لإسماعيل الصلابي، وهو يهدد المحامي الليبي عبدالسلام المسماري، قائلاً له: «أي خائن نصفيه». وبالفعل، لم تمضِ أسابيع قليلة حتَّى تمَّ اغتيال المسماري في أحد شوارع بنغازي. وتؤكد مصادر عسكريَّة ليبية قيام قطر بتدريب العديد من أفراد كتيبة راف الله السحاتي في الدوحة، ليعودوا بعد ذلك ويقاتلوا في صفوف الإرهابيين. الحاراتي.. إرهابى متجول عاد الإرهابي المهدي الحاراتي إلى ليبيا عقب الانتفاضة، قادمًا من أيرلندا، التي عاش فيها 20 عامًا، وهو مطلوب في إسبانيا؛ بسبب اتِّهامه بالتورُّط في هجمات مدريد عام 2004. وظهر الحاراتي في الزنتان رفقة بلحاج، حيث أعلنا سويًّا تشكيل المجلس العسكري في طرابلس، وأصبح الحاراتي نائبًا لرئيسه. وبعد مقتل القذافي، تلقى الحاراتي أوامر قطريَّة بالانتقال إلى سوريا، حيث قام بتشكيل لواء الأمَّة في مدينة إدلب، وبالتحديد في معرة النعمان، وهو نسخة من المجلس العسكري في طرابلس. وأمدَّت قطر الحاراتي بأسلحة متطوِّرة وآليات جديدة، جلبت من ليبيا إلى سوريا. وفي نفس المنطقة التي أطلق منها الحاراتي لواء الأمة، ظهرت لاحقًا جبهة النصرة ذراع القاعدة في سوريا. وعمل بلحاج والحاراتي على تنظيم رحلات لنقل المقاتلين من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا. وهنا تتضح بعض الحقائق بشأن من الجهة التي وقفت وراء تنظيمات إرهابيَّة ظهرت فجأةً في سوريا بعد اندلاع الأزمة هناك.