تشكّل الروابط الوثيقة بين الدوحة وعدد من العناصر المتطرفة إحدى المظالم التي ينطوي عليها الصراع الدبلوماسي الدائر بين قطر ودول الخليج العربي الشقيقة. وتشمل هذه العناصر مجموعة واسعة من التنظيمات بدءًا من حركة «طالبان» وإيران وصولًا إلى جماعة «الإخوان المسلمين». كما ان هناك العلاقة الأكثر إثارةً للقلق هي تلك التي تربط قطر بتنظيم «القاعدة»، وقد حان الوقت لوضع حدٍّ لها. يتمتع تنظيم «القاعدة الارهابى في سوريا» بطابع من الشرعية (في غير محله) لدى قطر كونه يحارب نظام بشار الأسد وتنظيم «داعش» على السواء. وفي الواقع أن عددًا كبيرًا من أهم مانحي الجماعة يموّلون هذه القضية لأنهم يدعون ان تنظيم «القاعدة في سوريا» الجهة «المتطرفة المعتدلة» في هذا الصراع المتعدد الأطراف. ولطالما كانت هذه النظرة في غير محلها، وأصبح التصدّي لها بقوة أمرًا ضروريًا اليوم. إن قوة التنظيم الحالية في سوريا قد فتحت أمامه فرصًا جديدة، من الناحيتين العملياتية والمالية، ولا يزال يشكل تهديدًا للغرب والعالم. وقال تقرير صادر عن مجلس الأمن الدولي في تموز/يوليو 2016 إن تنظيم «القاعدة في سوريا» «لا يزال أحد أكثر فروع تنظيم «القاعدة» فعالية في العالم». وقد انتقل العديد من كبار عناصر الجماعة الإرهابية إلى سوريا من جنوب آسيا. ولذلك فإن إغلاق المصادر الحالية للإيرادات والموارد التي تستفيد منها الجماعة أمر بالغ الأهمية. الدوحة تتساهل مع تمويل الإرهاب في مارس 2014 قام وكيل وزارة الخزانة الأمريكية آنذاك كوهين بتصنيف قطر حصريًا بأنها «سلطة متساهلة» مع تمويل الإرهاب. وشدد كوهين على أن المشكلة ليست محصورة بدعم حركة «حماس»، بل تشمل الدعم القطري للتنظيمات المتطرفة العاملة في سوريا. وخلص إلى أن «أقل ما يمكن قوله هو إن هذا الأمر يهدد بمفاقمة وضع متقلّب بالفعل بطريقة خطرة جدًا وغير مستحبة بشكل خاص». حاضنة لتمويل الإرهابيين المسؤول الرفيع السابق في وزارة الخزانة الأمريكية دانيال غليزر اشتكى في شباط/فبراير 2017 من أن مموّلي الإرهاب المصنّفين من قبل الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة لا يزالون يمارسون عملهم «بشكل علني ومفضوح» وأن قطر لم تتخذ حتى الآن أي «قرارات جوهرية» لمكافحة تمويل الإرهاب من شأنها أن تجعل هذه الدولة بيئةً معادية لمموّلي الإرهاب، وخلص إلى أن تلك الخطوات الايجابية التي اتخذتها قطر «بطيئة بصورة مؤلمة». أموال من الخزينة العامة للقاعدة وفقا لتقرير لصحيفة «فايننشال تايمز»، دفعت قطر فدية بعدة مئات من ملايين الدولارات، لجماعات من بينها تلك المرتبطة ب تنظيم «القاعدة»، مقابل الإفراج عن أفراد من العائلة الحاكمة القطرية كانوا قد اختُطفوا في العراق. ويعني هذا أن أموال الفدية ما هي إلّا مبالغ دُفعت من صندوق الخزينة القطرية إلى تنظيم «القاعدة».