كشف وزير المالية محمد الجدعان أن ميزانية المملكة للعام المقبل ستكون توسعية، ولكن ليس بشكل كبير، متوقعا الانتهاء من مشروع المسودة الأولى لها خلال الشهرين المقبلين، وأشار في مقابلة مع وكالة بلومبرج أمس إلى أن الميزانية يجرى الإعداد لها منذ يناير الماضي، مبينًا أنها ستأتي مواكبة لخطط تحقيق التوازن المالي بحلول 2020، ويعني ذلك وفقًا للخبراء، استمرار التوسع في الإنفاق الرأسمالي على المشروعات الإنشائية والخدمية لضمان مستويات عالية من السيولة في الأسواق وأرجع الجدعان التوسع في الميزانية للعام المقبل إلى الكفاءة في ضبط الإنفاق، مشيرًا إلى العمل على الحد من المصروفات غير الضرورية والاستفادة منها في استثمارات أكثر إنتاجية. وفيما يتعلق بضريبة القيمة المضافة، قال: إن خطط فرض الضريبة لا زالت قائمة، مشيرًا إلى أنه يجري حاليًا العمل على إعداد السوق والتنسيق مع دول الخليج الأخرى، وذلك في إشارة إلى اتفاق الدول الست على تطبيق الضريبة في الربع الأول من العام المقبل، مما يستلزم إصدار اللوائح التنفيذية والاتفاق على السلع المعفاة، ومن المقرر فرض ضريبة انتقائية على المشروبات الغازية والسجائر بنسب 50 و100%خلال الربع الثاني من العام الحالي من أجل زيادة الإيرادات غير النفطية وسد العجز في الميزانية. وللمرة الاولى اعلنت وزارة المالية قبل ايام تقرير الربع الاول لاداء الميزانية، وأظهرت البيانات انخفاض العجز ب 71%، فيما سجلت الإيرادات زيادة قدرها 72% عن ذات الفترة من العام الماضي، وتعمل المملكة حاليًا على الوصول الى ميزانية متوازنة وفك الاعتماد على النفط، وإنشاء أكبر صندوق سيادي في العالم بقيمة تريليوني دولار، وخصخصة بعض أصول الدولة، وأعلنت وزارة المالية مؤخرًا عن تعزيز الجهود الرامية إلى إصلاح المالية العامة للدولة بعد تراجع العجز في الربع الأول، وفي إشارة ذات دلالة بالغة أعادت الدولة البدلات لموظفيها بعد تحسن الإيرادات بشكل ملموس مؤكدة أن هذه الخطوة لن تؤثر على الميزانية، وحرصت المملكة على إعلان ميزانية متوازنة إلى حد كبير في ديسمبر الماضي. من جهة أخرى قال وزير المالية مجمد الجدعان: إن المملكة لن تنزعج إذا تراجع النفط إلى 40 دولارًا في عام 2020، وذلك في ظل النجاح الذي تحققه حاليًا في تقليص الاعتماد عليه، وقال في تصريحات ل«سي إن إن المالية» أمس في جدة: «لن نهتم بسعر النفط إذا كان في حدود 40 أو 45 أو 50 أو55 دولارًا في عام 2020، في ظل ما قطعناه باتجاه التنوع حاليًا، ونأمل ألا نهتم بالسعر حتى إذا وصل إلى صفر دولار في عام 2030».