جريمة القتل ليست وحدها التي تستدعي التحرُّك السريع، ومحاصرة القاتل، والحقيقة أنَّني مع رجال أمننا كلهم، وحُبُّهم بالنسبة لي وكلِّ المواطنين هو حُبُّ وطن وحياة، وسعادة وفرح، وأمن وأمان يعيشه كلُّ فرد منَّا، بفضل الله، ثم بفضل رجال أمننا الذين يسهرون لننام، ويتعبون ويُضحُّون بحياتهم من أجلنا، وكوني عشتُ طفولتي مع والدي -يرحمه الله- الجندي الذي علَّمني وإخوتي وأخواتي حُبَّ الوطن وأمنه، فتربَّيتُ على ذلك، ومن هنا فإنِّي أكتبُ تجربتي التي عشتُها مع سُرَّاق المباني والعمائر الجاهزة، حيث يسرقون الأدوات الكهربائيَّة بطريقة منظَّمة، وأسلوب لا يختلف عن أسلوب العصابات، الأمر الذي هو بالفعل مخيفٌ جدًّا، وخطرٌ على المجتمع، حيث يبدو أنَّه مُنظَّمٌ وخطيرٌ جدًّا، خاصَّةً حين يجد السارق مَن يشتري مسروقاته، وذلك دليلٌ على وجود عصابة، أو عصابات تعبث بأمننا، حتَّى باتت إشكاليَّةً يُعاني منها الكثيرُ في مدينة جدَّة..!! ومن هنا أكتبُ حكاية سرقة عشتُها في حي الحمدانيَّة، وتعاملتُ معها بروح مواطن يريدُ أن يتعاون مع رجال الأمن في محاصرة الظاهرة، حيث قمتُ بالإبلاغ فورًا عن السرقة، وفي دقائق جاءت الدوريَّات لتطلب مني بطاقتي، ومن ثمَّ التوجُّه إلى مركز شرطة السامر، لماذا؟! بينما كان يُفترض أن يكونوا جاهزين، ما علينا، والمهم أنَّني ذهبتُ إلى هناك، ووجدتُ الملازم أول عبدالرحمن، الذي قدَّم لي عونه وكلَّ ما يلزم بحُبٍّ، ومن ثمَّ تركته في انتظار رجال البصمات الذين لم يحضروا حتَّى لحظة كتابة هذا المقال!! وهنا يكون الخطرُ في أن الحكاية لن تنتهي طالما تعاملنا معها بهكذا أسلوب، تاركين للمجرمين ممارسةَ ما يشاءون، وهي حكاية مُرَّة ومُخيفة، أتمنَّى من سعادة مدير شرطة جدة إعطاء أوامره بالتحرُّك السريع تجاهها، لتخليص الناس من شرَّها، وهو يقدر، والوطن يستحق منه أكثر..!! (خاتمة الهمزة).. ليس القاتل وحده المجرم الذي يستحق اهتمام رجال الأمن، والسرقة جريمة تقتل مجتمعًا بأكمله... حفظ الله الوطن.. وهي خاتمتي ودمتم.