أبدى الشاعر إياد الحكمي، الفائز بلقب أمير الشعراء في دورته السابعة منتصف الأسبوع الماضي، سعادته بحصول على هذا اللقب، مضيفًا بقوله: «أمرٌ مربكٌ جدًّا أن أُتوَّجَ بلقب أمير الشعراء في عيد الميلاد الخامس لديواني الشعري الأول، مفارقةٌ لا أستطيع تجاوزها إلا بمزيدٍ من القلق.. كما أنه لا توجدُ قمَّةٌ في الشعر، وإن وُجِدَت فالمحافظة على البقاء فيها أصعب بكثيرٍ من السقوط منها. فالقمةُ الوحيدة التي أشعر أن عليَّ أن أتشبث بها هي قمَّةُ الإنسان، قيمتُهُ وقامتُه. وأوضح الحكمي بأن القريبين منه يعرفون جيدًا أنّه ما خاض تجربة أمير الشعراء بدافع الرغبة في حصد هذا اللقب. وأنه قرر المشاركة في الليلة التي تسبق اليوم الأول لمقابلات لجنة التحكيم مع الشعراء. ماضيًا إلى القول: هكذا بدون أية مقدمات. اتجهتُ إلى أبوظبي وطرقت باب مسرح شاطئ الراحة وفي يدي قصيدةٌ أحبها، قرأتها وأجازتني لجنة التحكيم ثم بدأت الحكاية التي انتهت فصولها بمشهدٍ لم يخطر ببالي طوال الأسابيع الماضية. وأكد الحكمي أنه يحب الشعر، ويحب من يكتبه ويقرأه ويعيشه ويؤمن به. وأنه جاء إلى البرنامج بغايةٍ واضحةٍ ومحددة، وهي أن يتصل بعددٍ كبيرٍ من هؤلاء الذين أحبهم، بوسيلة اتصالٍ أحبها جدًّا وأجيدها إلى حدٍّ ما، هي القصيدة. مشيرًا إلى أن تظاهرة أمير الشعراء مبادرةٌ حميدةٌ صافيةُ النوايا.. قائلاً: لم أجد نفسي مضطرًّا لتحميلها فوق ما تحتمل، عشرون شاعرًا سيجدون فرصةً للذهاب بإبداعاتهم إلى سماواتٍ شاسعةٍ بعيدةٍ عن محيطاتهم الجغرافية الضيقة التي يعيشون فيها كالغرباء». موضحاً أن هذا كل ما في الأمر وهكذا فهمه وهكذا كان مستريحًا لكل احتمالات المسابقة طوال مراحلها، ألا يكون من هؤلاء العشرين، ألا يتعدى مرحلة العشرين، ألا يبلغ النهائي، ألا يتوج باللقب! مستطرداً في حديثه، بقوله: «كنت أهجس بقراءة قصيدةٍ جيدةٍ تستحق الخروج من قفص ذاتي إلى سماء الآخر». مشيراً إلى أن هاجسه الآن هو كتابة قصائد جيدةٍ أخرى. وقدّم أمير الشعراء شكره لجمهور الشعر ولأصدقائه جميعًا، حيث قال: «شكرًا لكل من فسح لي من وقته لنلتقي في لحظةٍ عابرةٍ في أحد شوارع قصيدتي. شكرًا لمن لوَّح لي من شرفةٍ بعيدةٍ في معنىً ما، شكرًا لمن آمن بالشعر بين يديَّ القاصرتين، وسأعتذر لكم بكل ما في الروح من شفافيةٍ وضعفٍ عن عدم تمكني من الاحتفاء بكرمكم الجمّ». يُذكر أن الحكمي أحد أبرز الأصوات الشعرية الحديثة في السعودية؛ حيث حصل قبل أعوام على جائزة الشارقة للشعر عن ديوانه «على إيقاع الماء»، ثم جائزة «شاعر شباب عكاظ»، وله من الإصدارات الشعرية الأخرى: «ظل للقصيدة»، «صدى للجسد»، و»100 قصيدة لأمي».