في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الطالبات المصابات بالتسمم إلى 137 طالبة، إضافة إلى ثلاث معلمات بالابتدائية الرابعة بالقنفذة كشف ولي أمر طالبتين بالمدرسة نفسها عن مبيد يرجح بأنه سام تم رشة بالمدرسة قبيل ظهور أعراض التسمم على الطالبات، الأمر الذي يفاقم من حالة الارتباك، التي شابت الحادثة ويصب عليها المزيد من زيت التأويلات المتعددة لأسبابها.. حيث أكد المواطن حسين محمد تمبكاني - ولي أمر الطالبتين (صبا) بالصف الخامس الابتدائي وفاطمة في الصف الأول متوسط أن ابنته صبا أبلغته أن «وكيلة المدرسة» طلبت من الطالبات مغادرة الفصل عند منتصف اليوم الدراسي، والخروج إلى الفناء الخارجي، نظرا لرش مادة في الساحة الداخلية للمدرسة يرجح أن تكون مبيدا حشريًا سامًا. وأضاف أنه بمجرد مغادرة ابنته فاطمة في طريقها إلى المنزل ظهرت عليها أعراض الأعياء والاستفراغ وآلام شديدة في البطن فاضطررت إلى الذهاب بها لأحد المستوصفات الخاصة لمعالجتها. ومما يرجح فرضية التسمم بالمبيد الحشري ما أكده محمد العفلقي، ولي أمر الطالبة حياة، بالصف الرابع، الذي أشار إلى أن ابنته ذهبت إلى المدرسة بوجبتها المعدة من المنزل ولم تتناول أي وجبة داخل المدرسة. وأكد عمر عيدروس، والد الطالبة إيلاف، أن ابنته لم تتناول أي وجبة داخل المدرسة إلا أنها أصيبت بنفس الأعراض المنتشرة بين بقية الطالبات. وذكر المواطن عبدالرحمن الشاعري أن ابنتيه تعرضتا لنفس الأعراض وقام بعلاجهما في أحد المستوصفات الخاصة بعد أن لاحظ شدة الازدحام في مستشفى القنفذة العام. إلى ذلك علمت «المدينة» من مصادرها عن إصابة ثلاث معلمات من منسوبات الابتدائية الرابعة بالقنفذة بنفس الأعراض، التي طالت الطالبات، وفي سياق متصل وجه مدير تعليم القنفذة الدكتور محمد الزاحمي، بتعليق الدراسة اليوم الخميس، لليوم الثاني على التوالي حفاظا على سلامة الطالبات والمعلمات ولتمكين فرق الأمن والسلامة من الشخوص للمبنى والقيام بدورها المناط بها. صحة القنفذة: التحاليل المخبرية جارية وأسباب التسمم ما زالت مجهولة من جهته أوضح الناطق الإعلامي بصحة القنفذة، إبراهيم المتحمي، أسباب التسمم بأنه تم عمل كل التحاليل المخبرية وننتظر نتائج هذه التحاليل.. وأكد المتحمي أنه إلى حد الآن لم تظهر أية نتائج للأسباب التي أدت إلى حالات التسمم. وكشف الناطق الإعلامي لصحة القنفذة عن ارتفاع عدد الحالات التي استقبلتها مستشفيات المحافظة إلى 137 حالة منها خمس حالات ترقد في مستشفى القنفذة العام وخمس أخرى ترقد في مستشفى جنوب القنفذة في حين غادرت نحو 90 حالة، لافتًا إلى أن الوضع يدعو للاطمئنان. وكانت قد ترددت أنباء عن وصول مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة، الدكتور مصطفى بلجون، لمحافظة القنفذة مساء أمس الأول، وبسؤال الناطق الإعلامي لصحة القنفذة فقد أكد عدم وصول مدير عام صحة منطقة مكةالمكرمة وقت الحادثة بعد تواتر أنباء تؤكد وصوله، وقد طال انتظار الإعلاميين داخل مستشفى القنفذة العام إلى الساعة الواحدة صباحًا ترقبا لوصول الدكتور بلجون إلا أنهم أصيبوا بخيبة أمل. تعليم القنفذة: تعليق الدراسة لليوم الثاني بمدرسة الطالبات المسمومات أصدرت إدارة تعليم القنفذة وعبر متحدثها الرسمي، يوسف بن إبراهيم الفقيه، بيانا أوضحت فيه أنه من خلال العمل المشترك مع الشؤون الصحية، التي استقبلت حتى اللحظة137 حالة وعملت على رفع الجاهزية لتقديم كل الخدمات الطبية والعلاجية لها، غادر منهم 90 حالة وتم تنويم 10 حالات ووضعهم مستقر جدا، وعمل الإجراء الطبي اللازم للبقية، والوضع العام للجميع مطمئن ومستقر. وأشار البيان إلى أنه لم يتضح حتى الآن السبب وراء حالات التسمم، وأن الإدارة في انتظارالنتائج من الجهات المختصة، وبالمتابعة المستمرة للوضع أولا بأول تواجد منذ اللحظة الأولى مدير التعليم، الدكتور محمد الزاحمي، بمقر طوارئ المستشفى، مطمئنا على صحة الطالبات والمعلمات، كما وجه بتعليق الدراسة في ذات المدرسة ليومي الأربعاء7/1 والخميس1437/7/2، وأكد البيان حرص الإدارة على توفير الدعم اللازم والتوضيح المستمر لكل ما يطرأ بكل شفافية، متمنية الصحة والسلامة للجميع. بادر رجل الأعمال حسن بن عبده الزبيدي، صاحب مستوصف الزبيدي الطبي، بالتكفل بعلاج جميع الحالات المحولة للمستوصف من صحة القنفذة مجانا، وذلك مساهمة منه في تخفيف العبء عن مستشفى القنفذة العام، الذي يعمل في مبنى مؤقت إلى حين انتهاء عملية الإحلال للمستشفى الرئيس. صحة البيئة: لم نرش مبيدا ولم نتلق طلبا بهذا الخصوص من جانبه أكد رئيس قسم صحة البيئة ببلدية محافظة القنفذة، إبراهيم الزيلعي، أن البلدية لم تقم بعمل رش أي مادة أو مبيد حشري داخل المدرسة، ولم تتلق أي طلب من إدارة التعليم بهذا الخصوص.