كانت مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي أطلقتها المملكة العربية السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002 والتي هدفت الى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، كانت آخر تحرك عربي جدي شكلت فيه القضية الفلسطينية مركز القلب في السياسة العربية. *** اليوم .. يبدو أن الوضع مختلف ما بعد لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ،حيث يظهر نهج جديد لأقلمة القضية في إطار « سلام إقليمي « يهدف لتطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية دون تحقيق حل الدولتَين. وهو ما أشرت إليه في مقالي بعنوان: « إسراطين « في 19 / 02 / 2017، بإعلان ترمب أنه ليس مهتماً بحل الدولتين، وأن الأمر يعود للفلسطينيين والإسرائيليين ليقرروا ما يريدونه. *** يظل بعض الأمر في رأيي في يد الفلسطينيين، ويعتمد على نجاحهم في إنهاء خلافاتهم وتكوين جبهة فلسطينية موحدة تستطيع تقديم رؤية فلسطينية للسلام، وهو أمر بات بعيداً ليس بسبب سياسة إسرائيل فحسب، بل بسبب الإدارة الضعيفة للقيادة الفلسطينية، واستمرار النزاع بين فتح وحماس. مما يجعل اقتراح الدولتين لا يعكس الواقع على الأرض. ** * الفرصة الأخيرة ستكون في مؤتمر القمة العربية المتوقع انعقادها في الأردن في نهاية الشهر الحالي التي يسعى فيها القادة العرب للخروج بتصور مشترك حول القضية الفلسطينية. لكن وحتى ذلك الوقت فلا يبدو أن السعي العربي سينجح، ولا الشرخ بين غزة والضفة قابلٌ للالتئام، وليست هناك دولة فلسطينية في الأفق. # نافذة: [أنا أنظر لحل الدولتين وحل الدولة الواحدة، وأنا راضٍ بالحل الذي يرغب به الطرفان.] دونالد ترمب