تحظى زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد وزير الدفاع ورئيس مجلس الشؤون الاقتصاديَّة والتنميَّة، للولايات المتحدة الأمريكيَّة حاليًّا، ولقاؤه بالرئيس ترامب غدًا الخميس، بأهميَّة كبيرة؛ باعتبارها أوَّل زيارة لمسؤول خليجي على هذا المستوى الرفيع للولايات المتحدة، في الوقت الذي لازالت فيه الإدارة تبحث الملفات الساخنة في المنطقة، لإعلان سياستها تجاهها في السنوات الأربع المقبلة. وعلى الرغم من التكتم الشديد الذى أبداه البيت الأبيض بشأن الملفات المطروحة للنقاش خلال اللقاء، إلاَّ أنَّ التقارير الإخباريَّة اتَّفقت على أنَّها لن تخرج عن الآتي: سياسيًّا واقتصاديًّا: 1- دراسة المستجدات الجاريَّة في اليمن بعد تعزيز الولايات المتَّحدة ضرباتها ضد تنظيم القاعدة هناك، واتفاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس ترامب في اتصالهما الهاتفي الشهر الماضي على أهميَّة إقامة مناطق آمنة في اليمن وسوريا، من أجل حماية المدنيين، وكبح العبث الإيراني في البلدين. 2- تركز الزيارة على ضرورة تفعيل إستراتيجيَّة التحالف الدولي ضد داعش في سوريا والعراق، في ظل تصدر البلدين للمواجهة منذ أكثر من عامين كاملين. 3- تفعيل التعاون بين البلدين في مواجهة الإرهاب، بعد التقدير الكبير والثناء الذي أبدته الإدارة الامريكيَّة الجديدة على الجهود السعوديَّة التي منعت هجمات إرهابيَّة عديدة في مختلف دول العالم. 4- من المتوقع أن يُطلعَ الأميرُ محمد بن سلمان، الرئيسَ ترامب على جهود المملكة الإصلاحيَّة منذ العام الماضي، من أجل تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، وفقًا لتقديرات الخبراء، فانَّ ملف طرح أرامكو للاكتتاب العام المقبل سيكون حاضرًا في ظل تنافس البورصات العالميَّة على استقطاب الطرح، وذلك في إشارة إلى طلب رئيس الوزراء الياباني من خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز دعمه لاستقطاب الطرح في بورصة طوكيو. 5- تتطلع الإدارةُ الإمريكيَّة إلى الاستماع إلى رؤية المملكة خاصَّة، والخليج بصفة عامَّة بشأن إيران وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخليَّة للدول العربيَّة، وإمكانيَّة الدعم الأمريكي في إعادة الأمور إلى نصابها حتَّى تتفرَّغ دول المنطقة إلى دعم ملفى التنمية، والسلم من أجل صالح مستقبل الأجيال المقبلة. * تحفظ الذاكرة الإمريكيَّة بكثير من التقدير للمملكة، أنَّها كانت أوَّل مَن حذَّر من وصول الإرهاب إلى قلب الولايات المتَّحدة، وأوروبا في النصف الثاني من عام 2014، ما لم تتحرَّك جماعيًّا لمواجهة الإرهاب، وقد ثبت بالدليل القاطع صوابيَّة الرؤية السعوديَّة. الملف الاقتصادي: * والواقع أنَّه بغضِّ النَّظرِ عن حجم التحدِّيات السياسيَّة، فإنَّ البلدين يتمتَّعان بشراكة اقتصاديَّة قويَّة على مختلف المستويات، تتجسَّد في الاستعانة بمليون برميل يوميًّا من النفط السعودي، وحجم تبادل تجارى يصل إلى 74 مليار دولار خلال العام الماضي، وتُعدُّ الولايات المتَّحدة هي ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة على مستوى العالم، كما تُعدُّ بورصة نيويورك من أبرز البورصات العالميَّة المرشَّحة لاستقطاب اكتتاب أرامكو العام المقبل؛ نظرًا لضخامتها، وحجم السيولة بها. الصحافة العالميَّة: •وعكست الصحافة العالميَّة أهميَّة الزيارة، فأشارت النيوزويك إلى أنَّ اللقاء الأول بين الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان، يعكس الأهميَّة السعوديَّة في تشكيل الرؤية الإمريكيَّة للمنطقة، لاسيَّما على صعيد مواجهة الإرهاب. وأبرزت الدور الكبير للأمير محمد بن سلمان في تنفيذ الإصلاحات الاقتصاديَّة، منوَّهة بالاتِّصال الهاتفي بين الملك سلمان والرئيس ترامب مؤخَّرًا، وتقارب الرؤي لاسيَّما فيما يتعلَّق بالأوضاع في اليمن وسوريا. •أمَّا في صحيفة فايننشال تايمز البريطانيَّة، فكان التركيز على الشقِّ الاقتصاديِّ بحكم التخصص لزيارة الأمير محمد بن سلمان، ورأت الصحيفة أنَّها تأتي في إطار جهوده لدعم خطة الإصلاح الاقتصادي. ونقلت عن الخبير جون سافينيكاس قوله «إنَّها تأتي بعد أقل من عام على آخر زيارة قام بها الأمير محمد بن سلمان لواشنطن، وتفقده لوادي السيلكون للاستفادة من التجربة الصناعيَّة في دعم الاقتصاد السعودي، كما أبرزت الصحيفة دعوة خادم الحرمين الملك سلمان، للرئيس ترامب لقيادة الجهود في الشرق الأوسط لمواجهة الإرهاب، الذي حققت المملكة نجاحات كبيرة فيه، من خلال إحباط 286 عمليَّة إرهابيَّة على مدى السنوات الماضية، فضلاً عن توجيه عشرات العمليَّات الاستباقيَّة ضد ارهاب القاعدة وداعش. كما تطرَّقت الصحيفة أيضًا إلى حجم التحدِّي الكبير الذي يواجه المملكة على صعيد تنويع الاقتصاد، وأهميَّة التوسُّع في الجوانب الإنتاجيَّة، ودعم خطط لحل مشكلات التوظيف والإسكان.